26/02/2010

رساله من الرفيق تشي جيفارا الى فيدل كاسترو

جاءوني يوماً، ليقولوا لي مَن تريد أن تخبر في حالة موتك، وقد أثرتَ فينا جميعاً الإمكانية الواقعية لحدوث مثل هذا الأمر، ثم علمنا أنّه كان حقيقياً، ولنا في الثورة إذا كانت حقيقة أما أن ننتصر أو نموت، وقد سقط الكثيرون على طريق النصر، اليوم يصطبغ كلّ شيء بصبغة أقلّ مأساوية لأنّنا أنضج، لكنّ الواقع يتكرّر، وأشعرُ بأنّني قمتُ بجزءٍ من الواجب الذي كان يربطني بالثورة الكوبية على أرضها، واستأذن منكَ ومن الرفاق ومن شعبكَ الذي صار منذ الآن شعبنا.
أتنازل عن مهامي في قيادة الحزب ومن منصبي في الوزارة ومن رتبتي كقائد، ومن جنسيتي ككوبي. ولم يعد يربطني أيّ شيء - قانوني - بكوبا، سوى روابط طبيعية أخرى لا يمكن أن تبلى كما تبلى الأوراق الرسمية وإذا قمتُ بجرد حصيلة حياتي التي أعتقد أنّي قمتُ بما يكفي من الشرف والتفاني للتدعيم انتصار الثورة وخطيئتي الوحيدة التي تتّصف ببعض الخطورة هي أنّي لم أثق بكَ ثقةً أكيدة منذ اللحظات الأولى ولم آمن بسرعةٍ كافية بصفاتكَ كقائد ثوري.
إنَّ مناطق أخرى في العالم تتطلّب مساهمة جهودي المتواضعة أنّي قادر على أن أفعل ما لا تسمح لك مسؤوليّاتكَ على رأس كوبا، لقد حانت ساعة الفراق، يجب أن تعلم أنّ أفعل ذلك بمزيج من الألم والفرح فهنا أترك الشطر الأنقى من آمالي وما هو أعزّ لديّ بين الكائنات التي أحبّ وأترك شعباً تقبّلني كأبٍ، فسيبقى جزءاً من روحي، أحمل إلى ساحات الوعر الجديد، الإيمان الذي لقّنتني والروح الثورة لشعبنا، والشعور بالقيام بأقدس الواجبات: الكفاح ضدّ الإمبريالية حيثما وجدت. فهذا يفيدني ويلطّف مئة مرة كلّ أسى.
أكرّر أنّي البريء كوبا من كلّ مسؤولية باستثناء تلك التي تصدر عن مثالها وإذا ما حانت وبالنسبة لي الساعة الحاسمة تحت سماوات أخرى فسينصرف فكري الأخير إلى هذا الشعب وإليكَ بصورةٍ خاصة أنّي مدينٌ لكَ وتعاليمكَ ومثالكَ وسأسعى لأن أكونَ أميناً لها حتى في النتائج الأخيرة لأفعالي.
إنّي لا أترك أي مال مادي لأطفالي ولزوجتي ولستُ أسفاً على ذلك، بل يسرّني أن يكونَ الأمر كذلك ولا أطالب شيئاً لهم لأنَّ الدولة ستقدّم لهم متطلّبات العيش والتعليم. قد تكون لديَّ أمور كثيرة يجب أن أقولها لكَ ولشعبنا إلا أنّني أشعر أنَّ الكلمات ليست ضرورية وإنّها لا يمكن أن تعبّر كما أريد ولا فائدة من تسويد المزيد من الورق.
حتى النصر دوماً - النصر أو الموت - أعانقكَ بكلّ أمانة

من رسائل قيفارا

إلى الأطفال

عندما تقرؤون هذا الخطاب ذات يوم سيكون ذلك لأنني لست معكم.ستتذكرونني بالكاد الأصغر منكم لن يتذكر شيئا على الإطلاق. لقد كان أبوكم رجلا يتصرف حسب معتقداته و مما لا شك فيه انه كان وفيا لهذه المعتقدات.اكبروا كثوريين جيدين ادرسوا بجد لكي تتمكنوا من السيطرة على الآليات التي تسمح بالتحكم في الطبيعة. تذكروا المهم هو الثورة و أن كلا منا على حدة لا قيمة له .

بالدرجة الأولى حاولوا دوما أن تشعروا بعمق بأي ظلم يقع على أي إنسان في أي مكان في العالم .إنها أجمل صفات الثوري.

للأبد يا أطفالي الصغار لازلت أمل أن أراكم مرة أخرى . قبلة كبيرة جدا و حضن من بابا.

بيان الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب

تونس في: 24-02-2010
بــــيـــــان
علمت الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب أن الدائرة الجنائية أصدرت بطاقة إيداع بالسجن ضدّ الشاب حسن بن عبد الله يوم 24-02-2010، بعد اعتراضه على حكم غيابي صادر عنها في ديسمبر 2008 يقضي بسجنه لمدّة عشرة سنوات مع النفاذ العاجل على خلفية اتّهامه بالمشاركة في احتجاجات منطقة الحوض المنجمي أوائل سنة 2008، وأجلت القضية لجلسة 17-03-2010.
وكان بن عبد الله والمراسل الصحفي الفاهم بوكدوس مثلا أمام محكمة الاستئناف بقفصة في القضيتين 3257 و3314 على خلفية نفس القضية، وتم التّأجيل بطلب من النيابة ومن لسان الدفاع لجلسة يوم 23-03-2010.
ولدى استنطاقه في الطورين الابتدائي والاستئنافي نفى بن عبد الله التهم المنسوبة إليه بالانضمام الى وفاق أو المشاركة في عصيان مسلح، وأنه لم يشارك فيما حدث من احتجاجات سلمية، ومن جهته قال بوكدوس للمحكمة أنه مراسل صحفي لقناة "الحوار التونسي" وأنه قام بتغطية الأحداث بحكم عمله لا غير، ونفى جملة وتفصيلا ما نسب إليه من تهم. وحضر إلى جانب المتهمين ما يقارب العشرون محاميا.
ومنذ الصباح حاصرت قوات من الشرطة مقر المحكمة ومنعت عديد النشطاء السياسيين والحقوقيين والنقابيين من مواكبة أعمال الجلسة في خرق واضح لمبدأ علنية المحاكمات.
إنّ الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب:
- تطالب السلطة بإيقاف محاكمة بوكدوس وبن عبد الله، مع الإفراج الفوري عن هذا الأخير لغياب أي أدلة تدينه، وإطلاق سراح الشبان الذين هم بصدد تنفيذ أحكام صادرة ضدهم.
- تدعو إلى فتح حوار مع الأهالي في منطقة الحوض المنجمي بما ينهي التوتر الاجتماعي ويحقق مطالبهم في الكرامة والتنمية .
- تجدد مطلبها في فتح تحقيق عادل حول حقيقة ما حصل من أحداث وتحديد المسؤوليات بخصوص الانتهاكات والتعذيب وحالات إطلاق الرصاص التي أدت إلى هلاك أرواح.

الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب
الكاتب العام
منذر الشارني

الهياكل المسيرة للإتحادالعام التونسي للشغل

المؤتمر الوطني

هو السلطة العليا للقرار والمرجع الأخير للإتحاد العام التونسي للشغل ينعقد عاديّا كلّ خمس (05) سنوات بقرار من الهيئة الإدارية الوطنية واستثنائيا بطلب من ثلثي أعضاء المجلس الوطني.

المجلس الوطني

هو سلطة القرار الثانية بعد المؤتمر، وينعقد عاديا مرة كل سنتين واستثنائيا بطلب من أغلبية أعضائه.

الهيئة الإدارية الوطنية

هي السلطة الثالثة المسيرة للاتحاد تتخذ قراراتها على قاعدة التمثيل النسبي وتجتمع بدعوة من المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد عاديا كل ثلاثة اشهر وكلما دعت الحاجة واستثنائيا بطلب من ثلثي أعضائها.

المكتب التنفيذي الوطني

يتركب من ثلاثة عشر (13) عضوا يتم انتخابهم من قبل المؤتمر الوطني للاتحاد بالاقتراع السرّي لمدّة خمس (05) سنوات قابلة للتجديد مرّة واحدة.

المكتب التنفيذي الموسّع

يتكوّن من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني والكتّاب العامين للإتحادات الجهوية ويجتمع عاديّا كلّ شهر وكلّما دعت الحاجة.

مجلس القطاعات

يتركّب من الكتّاب العامين للجامعات والنقابات العامّة ويحضره أعضاء المكتب التنفيذي الوطني للإتحاد ويجتمع عاديّا كلّ شهر وكلّما دعت الحاجة.

الأمين العام

هو المسؤول الأوّل والناطق الرسمي باسم الإتحاد وهو الذي يدير شؤون الإتحاد في الداخل والخارج وينشّط الهياكل النقابيّة بالتعاون مع أعضاء المكتب التنفيذي الوطني. يرأس مجالس إدارة مؤسّسات الإتحاد وهو المدير المسؤول عن "جريدة الشعب".

الهياكل القطاعيّة و الجهويّة

- الجامعات و النقابات العامة

تضمّ الجامعة العامّة الشغّالين في قطاع العمل بمختلف أصنافه أمّا النقابة العامّة فهي تضمّ الشغّالين بفرع أو فروع القطاع المعني طبقا للهيكلة التي يحدّدها النظام الداخلي للإتحاد.

- الاتحادات الجهويّة

يتكون بمركز كل ولاية إتحاد جهوي يضمّ جميع الاتحادات المحلية والفروع الجامعية والنقابات الجهوية والأساسية والنيابات النقابية المنتخبة ولجنة النظام الجهوية.

- الاتحادات المحليّة

يتكوّن بكلّ معتمديّة إتحاد محلّي يضمّ الشغالين بالفكر والساعد والمتقاعدين منهم على مستوى المعتمديّة الواحدة.

- الفروع الجامعيّة و النقابات الجهويّة

الفرع الجامعي أو النقابة الجهويّة تشكيلة قطاعيّة جهويّة تمثّل الشغّالين أو المتقاعدين التابعين لها طبقا لتراتيب وقواعد يضبطها النظام الداخلي للإتحاد وتضمّ النقابات الأساسيّة والنيابات النقابيّة التابعة للقطاع.

- النقابة الأساسيّة

هي التشكيلة القاعديّة في الإتحاد والممثّلة له في جميع مواقع العمل من نفس المؤسّسة والمعتمديّة الواحدة وتتكوّن بطلب من العمّال على أن لا يقلّ عدد منخرطيها عن الخمسين (50) وينعقد المؤتمر العادي للنقابة الأساسيّة عاديّا مرّة كلّ ثلاث (03) سنوات واستثنائيّا بطلب من ثلثي الأعضاء.

- النيابة النقابيّة

تتكوّن في كلّ مركز عمل أو معتمديّة قلّ عدد منخرطي القطاع الواحد فيها عن خمسين منخرطا.

للجان القارّة

- اللجنة الوطنيّة للنظام الداخلي

تعمل على تقريب وجهات النظر وتحقيق المصالحة بين النقابيين واحترام وتطبيق القانون الأساسي والنظام الداخلي للإتحاد وهي لجنة منتخبة من المؤتمر العام للإتحاد.

- اللجنة الوطنيّة للمراقبة الماليّة

تراقب مليّة الإتحاد بجميع هياكله وممتلكاته ومؤسّساته الاقتصادية والاجتماعيّة وهي لجنة منتخبة من المؤتمر العام.

- اللجنة الجهويّة للنظام الداخلي

تنظر في كلّ ما يتعلذق بالمسائل النقابيّة والعلاقات بين النقابيين الخاصّة بالتشكيلات النقابيّة التابعة للجهة وهي لجنة منتخبة من المؤتمر الجهوي.

- اللجنة الجهويّة للمراقبة الماليّة

تقوم بالمراقبة الماليّة على المستوى الجهوي وهي لجنة منتخبة من المؤتمر الجهوي.

- اللجنة القطاعيّة للمراقبة الماليّة

تقوم بالمراقبة الماليّة على المستوى القطاعي وهي لجنة منتخبة من المؤتمر القطاعي.

اللجان الاستشاريّة

- اللجنة الوطنيّة للمرأة العاملة

هي لجنة منتخبة لمدّة أربع سنوات وتعمل تحت إشراف القسم المعني وطنيّا وجهويّا وقطاعيّا ومحليّا وفق المهام التي يضبطها النظام الداخلي للإتحاد.

- اللجنة الوطنيّة للشباب العامل

لجنة نقابيّة تعيّن من قبل المكتب التنفيذي الوطني لمدّة أربع سنوات وتعمل على تأطير الشباب العامل والإحاطة به تحت إشراف القسم المعني حسب التراتيب التي ينصّ عليها النظام الداخلي للإتحاد.

- المجامع القطاعيّة

تتكوّن المجامع النقابيّة من: مجمع الوظيفة العموميّة ومجمع الدواوين والمؤسّسات العموميّة ومجمع القطاع الخاص.
وتعتبر المجامع هياكل فنّية استشاريّة تعدّ الملفّات والدراسات الراجعة لها بالنظر
.

- الجامعة النقابيّة

هي منتدى علمي لتدارس المواضيع المطروحة على الساحة النقابيّة وتنعقد بصفة دوريّة.


مواقع هامة


الندوة الوطنية لقسم الدراسات والتوثيق

انعقدت الندوة الوطنية لقسم الدراسات والتوثيق ايام 22 و23 فيفري الجاري بالحمامات تحت اشراف الأخ حسين العباسي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم التشريع والنزاعات والدراسات والتوثيق، والتي سيتم خلالها تدارس الملفات والبحوث التي ستنجز بين سنتي 2010 و2011 من أجل إعطاء الإضافة المرجوة للعمل النقابي وللنقابيين بما يخدم القضايا العمالية على غرار الدراسات الخاصة بجهات قفصة وسيدي بوزيد والقصرين.

كما أكد الأخ حسين العباسي أن القسم حريص على العمل على انجاز دراسات موضوعية تهم الشأن النقابي وتعزز مجهود البحث داخل المنظمة.

الاهداء الى كل الامهات بمناسبة اليوم العالمي للمراة

المنح الجامعية للابناء المعلمين

تحصلت النقابة العامة للتعليم الاساسي على قائمة ابناء المعلمين المتحصلين على منحة جامعية او قرض جامعي مع الملاحظة ان كل من تقدم بمطلب في الغرض تحصل على منحن او قرض جامعي

25/02/2010

اليوم الأممي للمرأة العاملة يوم النضال ضد اضطهاد النساء

اليوم الأممي للمرأة العاملة يوم النضال ضد اضطهاد النساء


طباعة
جوليان بينسون
الجمعة: 06 مارس 2009

إننا نعيش مرحلة يمكننا أن نصفها بكونها المرحلة الأكثر اضطرابا في التاريخ. تؤدي الأزمة الاقتصادية، بالحجم والمدى اللذان بلغتهما، إلى إحداث تغيير شامل في وعي الشعب العامل في العالم بأسره. وقد صارت تناقضات ونقاط ضعف هذا النظام واضحة تماما في الوقت الذي تتداعى فيه الرأسمالية تحت وطأة ثقلها. وكما هو الحال دائما، الفقراء والمضطهدون والعمال هم من يجب عليهم تحمل هذا الثقل من أجل الحفاظ على امتيازات الأغنياء. وليس هناك من فئة داخل الطبقة العاملة تتحمل هذا البلاء أكثر من النساء العاملات.

يعتبر اليوم الأممي للمرأة العاملة، 08 مارس، أحد أهم التواريخ في جدول أعمال الحركة العمالية الأممية. إنه اليوم الذي نحيي فيه الإسهامات العظيمة التي قدمتها النساء العاملات في طريق النضال من أجل مجتمع عادل. إنه اليوم الذي نعيد خلاله التأكيد على المكانة المشرفة للمرأة على رأس حركتنا. إنه قبل كل شيء يوم جميع العمال، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العقيدة، ونذكر هؤلاء الذين يحاولون تقسيم صفوفنا بأننا نعرف أن نضالنا واحد وعدونا واحد وهدفنا واحد.

إن الظروف التي تواجهها نساء الطبقة العاملة اليوم تبين بوضوح الطبيعة الممنهجة لاستغلالهن. بالرغم من الخطابات التي يلقيها السادة البرجوازيون حول حقوق النساء خلال العقود الأخيرة، فإن الوقائع تبين أن كلماتهم لا تعكس ممارساتهم. فحسب مؤتمر النقابات البريطانية (TUC)، فإن معدل الطرد بين صفوف العاملات ارتفع بنسبة 2,3 % منذ بداية 2008، أي تقريبا ضعف المعدل المسجل بين صفوف العمال الرجال. ووفقا لمنظمة العمل الدولية فإن 90 % من اليد العاملة في ورشات الكدح (sweatshops) هن نساء وفتيات.

وعندما تجد الشركات الإعلامية نفسها مجبرة على الاعتراف بهذه الوقائع، تحاول باستمرار خداع العمال من خلال تصويرها للصراع باعتباره صراعا بين جنسين، حول قضية المساواة بين الجنسين. ففي مقال لوكالة رويترز عن آثار الركود الاقتصادي على النساء، خصصت فقرة واحدة للحديث عن معانات النساء العاملات بينما خصصت كل مقالها المكون من ثلاثة صفحات لنقاش مسألة كم عدد النساء اللائي يشغلن منصب رئيسات تنفيذيات أو أعضاء مجلس إدارة في الشركات الكبرى. إن الفكرة التي تدافع عنها النسوانيات اللبراليات هي أن تقدم المرأة يقاس بعدد النساء اللائي يشغلن مناصب القرار في الشركات الكبرى والحكومات. عندما أعلن ستيفن هاربر عن تعديل وزاري بعد الانتخابات الفدرالية الأخيرة في كندا، كانت النساء البرجوازيات سعيدات عندما عين 11 امرأة في الحكومة، أو ما يعادل 29 % من مجلس الوزراء، في حكومته المحافظة. المنظمات النسوانية الغير حكومية، تحفزت، وتعلن بفخر أن نسبة النساء من الجمعيات الغير الحكومية اللائي يشغلن منصب مديرات تنفيذيات للخمسمائة أكبر شركة، انتقلت من 8,7 % سنة 1995 إلى 16,4 % خلال 2005. لكن هل تعني مثل هذه الوقائع حقا أن وضع جميع النساء في تحسن؟ كلا! ففي نفس العشرة سنوات، حسب المؤتمر العمالي الكندي (CLC)، انتقلت أجرة العاملات من 72 % من أجرة العمال الرجال، مقابل عمل من نفس القيمة، إلى 70,5 % فقط. إن التوفر على عدد أكبر من النساء في الحكومة ومجالس الإدارة لم يؤدي إلى تحسين وضع النساء العاملات، حيث أن المساواة في الأجور تراجعت في الواقع خلال العقد الأخير وصار استغلال النساء أكثر وضوحا من أي وقت مضى.

تعتمد الرأسمالية من أجل بقائها على استعباد النساء. إن التمييز الجنسي إضافة إلى العنصرية، وغيرها من أدواة التقسيم التي تمتلكها البرجوازية، أسافين (جمع: إسفين) حاسمة في يد البرجوازية لتقسيم صفوف الطبقة العاملة وفصل العمال الذكور عن رفيقاتهم العاملات من أجل الحيلولة دون نشوء شيء يمكنه أن يقوض أسس هذا النظام: أي الوحدة العمالية. ليس لدى النساء البرجوازيات والمديرات التنفيذيات والوزيرات أي شيء يكسبنه من القضاء على الاستغلال الذي تعاني منه النساء العاملات. إنهن في الواقع يمتلكن مصلحة خاصة في ضمان استمرار هذا الاضطهاد. إن الحفاظ على أجور النساء في مستوى متدني عن أجور رفاقهن الذكور، يخلق الضغط على العمال الذكور من أجل جعلهم يقبلون بأجور أقل للقيام بنفس العمل، وبالتالي نشر الكراهية والتمييز بين نساء ورجال الطبقة العاملة ودفعهم إلى الصراع ضد بعضهم البعض. هذا علاوة على أن الرأسمالية تجعل من النساء جيشا احتياطيا للعمل الرخيص والهش، الذي يعتبر جد مربح للرأسماليين. ثمة سبب لكون الأغلبية الساحقة من النساء يشتغلن في مناصب منخفضة الأجور في قطاع الخدمات أو ورشات الكدح. كما أن الرأسماليين لا يريدون أن يجعلوا من الولادة وتربية الأطفال عملا منتجا حقيقيا في المجتمع، ويريدون أن يتم ذلك العمل مجانا من طرف نساء الطبقة العاملة أساسا. إن الدور البيولوجي للمرأة باعتبارها هي من تنجب الأطفال يؤدي في ظل الرأسمالية إلى أن النساء هم أيضا من عليهن أن يتحملن مسئولية تربيتهم. هذا يجعل المرأة ترزح تحت ثقل مزدوج باعتبارها مسئولة عن رعاية الأطفال في المنزل، بالإضافة إلى اشتغالها خارج البيت للمساعدة في تربيتهم. إن تحمل هذا الثقل الرهيب يجعل المرأة العاملة لا تملك إلا وقتا قليلا للمشاركة في الأنشطة السياسية، والنقابات، بل ويمنعها في العديد من الحالات حتى من الاشتغال وقت دوام كامل. هذا يجعل النساء يرزحن تحت وطأة أسوء ظروف الاستغلال، ويتلقين في الغالب أجورا بئيسة، مما يجعل وضعهن أكثر مأساوية، الشيء الذي يساهم في تقوية تبعيتهن الاقتصادية للرجال.

هذه التبعية الاقتصادية هي التي أجبرت النساء على تحمل أفدح الإساءات عبر العصور. وحتى في البلدان الغربية التي تسمى متنورة، يفرض على نساء الطبقة العاملة أن يخترن ما بين الفقر والتشرد وفقدان أبنائهن من جهة، أو القبول بالعيش مع شريك عنيف من جهة أخرى. ثم إن الميزانية الموجهة لبرامج حماية النساء من هذه الأوضاع، وبالرغم من هزالتها، صارت تتعرض للاقتطاع من جانب الحكومات لتوفير المال بسبب الأزمة المالية. إلا أنه وبالرغم من (أو ربما بسبب) الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها نساء الطبقة العاملة يوميا، فإنهن عندما ينهضن للدفاع عن حقوقهن، فإنهن يقمن بذلك بكفاحية لا مثيل لها.

والمثير للسخرية هو أن النساء البرجوازيات هن من يمارسن أسوء أشكال الاستغلال ضد نساء الطبقة العاملة. وللتأكد من هذا القول، كل ما على المرء القيام به هو استقلال حافلة تمر خلال الصباح الباكر عبر أحد أحياء الأغنياء ليرى جيش المربيات والطباخات والمنظفات، في أغلبيتهن من النساء المهاجرات، اللائي يقمن بالأعمال المنزلية لأسر الطبقة العليا. إن النساء البرجوازيات، هن في الواقع طبعا "متحررات". إنهن متحررات لا سواء من العمل المأجور اليومي المرهق، ولا سواء من عبئ عبودية العمل البيتي، ويمكنهن الجري وراء نفس الأهداف التي يجري وراءها رجال طبقتهن، من قبيل السياسة والأعمال والأنشطة الأكاديمية. إن هذا "التحرر" الذي تود النسوانيات اللبراليات أن تصورنه كانتصار للنساء، ليس في الحقيقة سوى رمي جميع الأعباء على كاهل نساء الطبقة العاملة المسحوقات أصلا.

إنها مهمة كل الاشتراكيات والاشتراكيين أن يناضلوا ضد كل أشكال التمييز الجنسي داخل صفوف الطبقة العاملة، ليس فقط لكونه نزعة مثيرة للاشمئزاز، بل أساسا لأنه وسيلة تستخدم في يد البرجوازية تطبيقا لمقولة "فرق تسد". إن المفهوم المشترك بين النسوانيات اللبراليات والرجعيين هو القول بأنه للنساء والرجال مصالح متناقضة. بينما نحن الاشتراكيون نؤمن بأن هذا خطأ. لدى البرجوازية مصلحة في الحفاظ على التمييز الجنسي، بينما لدى الطبقة العاملة مصلحة في القضاء عليه. إننا نناضل على أسس طبقية من أجل الاشتراكية ليس "لكون الماركسية لا تفهم نضال النساء" كما يقول بعض الأكاديميين، بل على العكس تماما. تمتلك الحركة الماركسية تاريخا يتجاوز 150 سنة من الخبرات التي اكتسبناها في نار الصراع الطبقي ضد الاستغلال وضد اضطهاد النساء. ومن خلال الدراسة المستمرة لهذا التاريخ الحي لحركتنا تمكننا من استيعاب أنه ليس هناك من حل لقضية المرأة في ظل الرأسمالية.

فقط في ظل الاشتراكية حيث يمكن إيجاد حل لاضطهاد النساء. فمن خلال دور عمومية لرعاية الأطفال، ومدارس ومساكن ومستشفيات عمومية، وبفضل تحويل العمل البيتي إلى عمل عمومي من خلال مغاسل الملابس والمطاعم العمومية، الخ. ومن خلال ضمان الحق في أجر متساو في ظل نظام من التشغيل الكامل العادل، سيمكن القضاء بشكل نهائي على الأعباء التي تثقل كاهل نساء الطبقة العاملة وتمنعهن من التطور الاجتماعي.

يوم 20 فبراير، حكم على عاملتين إيرانيتين بالضرب 100 جلدة أمام العموم. لم تكن جريمتهن تحدي قوانين النظام الإيراني الرجعية، بل إن ما قمن به كان أكثر خطورة من ذلك بالنسبة للدولة الإيرانية: لقد تم اعتقالهن وجلدهن بسبب مشاركتهن في مظاهرة فاتح ماي.

نحن الماركسيون نعلم، مثلنا مثل الطبقة السائدة، أن الإمكانيات الثورية الكامنة لدى النساء العاملات هي سيف ديموقليس المسلط فوق رقبة نظامها. سنة 1917، كانت نساء بتروغراد هن من تظاهرن من مصنع إلى مصنع، داعيات أبنائهن وإخوانهن وآبائهن للخروج إلى الشوارع في ما شكل بداية الثورة الروسية. وبالضبط كما كان الحال آنذاك، ستكون النساء اليوم هن من سسيفتحن باب ثورتنا. وستكون النساء العاملات هن من سيبشرن بنهاية الرأسمالية، ومعها نهاية استغلال النساء إلى الأبد. إننا نؤكد: "لا يمكن أن تكون هناك اشتراكية بدون تحرر النساء، ولا يمكن أن يكون هناك تحرر للنساء ما دامت الرأسمالية قائمة."

لا يمكن أن تكون هناك اشتراكية بدون تحرر النساء، وستكون النساء العاملات هن من سيبشرن بنهاية الرأسمالية، ومعها نهاية استغلال النساء إلى الأبد .
صورة لـ: Carlo Nicora على Flickr

عنوان النص بالإنجليزية:

On International Working Women’s Day – Fight Back Against Women’s Oppressionn

حول أزمة الحركة النقابية والتصحيح المغالطة ومهمّات المعارضة النقابية من داخل الإتحاد

حول أزمة الحركة النقابية والتصحيح المغالطة ومهمّات المعارضة النقابية من داخل الإتحاد

نواصل نشر بعض المقالات المنتقات من قوس الكرامة ولنا في ذلك اكثر من غاية
1 لان هته المقالات تستجيب رغم قدمها للحالة الراهنة بحكم اننا لم نتقدم كثيرا الا ربما الى الخلف فالازمات تزداد تعفنا وبن على وعصابته يزدادون شراسة وشراهة في قمع ونهب شعبنا
2 لوضع شبابنا في اجواء مطلع القرن

3 هي بمثابة ما قبل اعادة اصدرار للمجلة من جديد بنفس التحدي والعزم

اليوم نعيد نشر مقال للرفيق بشير الحامدي يشخص فيه الوضع النقابي تحت زعامة عبد السلام جراد فنحن بلد تتكلس فيها المواقع والزعامات وكان الزمن في تونس ثابت

وقد صدر هذا المقال في العدد الخامس من مجلة قوس الكرامة
لوممبة المحسني


ارتباطا بالمتغيرات التي شهدها ويشهدها العالم وبالتحولات التي عرفتها بلادنا وبوضع الاتحاد العام التونسي للشغل في العشرية الأخيرة وبطبيعة مسار التصحيح الذي انخرطت فيه المركزية النقابية وما حف به إثر إقالة إسماعيل السحباني من الأمانة العامة للاتحاد بدأ يدور في صفوف النقابيين نقاش هام يتعلق بواقع وآفاق العمل النقابي. وفي مقالنا هذا سنطرح جملة من المسائل التي تُتداول اليوم من أجل إثراء هذا النقاش. ويمكن حصر هذه المسائل في المحاور التالية:

1- مسار الاتحاد العام التونسي للشغل في العشرية الأخيرة.

2- طبيعة التصحيح الذي انخرطت فيه المركزية النقابية.

3- أزمة الاتحاد: أزمة العمل النقابي.

4- ما العمل لنعيد للعمل النقابي الدور الموكول له في بلادنا وفي هذه المرحلة بالذات؟

5- المجلس الوطني والمؤتمر الاستثنائي: أي دور للمعارضة النقابية؟

مسار الاتحاد العام التونسي للشغل في العشرية الأخيرة.

ما يجب ملاحظته في البداية حول هذه المسألة هو أننا لن نقوم بعملية تقييم شاملة لمسيرة الاتحاد طيلة العشرية السابقة، إن ذلك يتطلب منا دراسة خاصة لا يمكن أن يوفيها هذا المقال حظها. إننا فقط سنشير إلى بعض التوجهات التي انخرط فيها الاتحاد وأثرت على مجمل مسيرته ويعتبر إبرازها ومناقشتها مهمة لا بدّ منها لنعيد للعمل النقابي الدّور الموكول له.

إنّ مسيرة الاتحاد العام التونسي للشغل منذ بداية التسعينات إلى اليوم مكنتنا من الوقوف على الاستنتاجات التالية:

أولا: عدم تمكن الحركة النقابية من المحافظة على طابعها المطلبي وتحوّله إلى حركة مساهمة وهي معركة خسرتها منذ أواخر الثمانينات لمّا شرعت السّلطة في تطبيق برنامج الإصلاح الهيكلي الذي فرضته الارتباطات بالرّأس مال العالمي وكنتيجة مباشرة لاندماج تونس في السّوق العالمية وبصفة خاصّة منذ إمضاء اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. انخرط الاتحاد العام التونسي للشغل في توجه جديد يقوم على الالتزام بسياسة السّلطة والتفاوض كل ثلاثة سنوات حول الأجور على قاعدة سقف تحدده الدولة والأعراف ولا يمكن تجاوزه. وهكذا وعلى امتداد عشرية التسعينات كاملة لم يطرح الاتحاد الملفات الأساسية وغض النّظر عن الخوصصة التي أتت على أغلب مؤسسات القطاع العام، كما زكّى بطريقة أو بأخرى برنامج إعادة التأهيل وتسريح العمال وسكت على التضييق على ممارسة الحق النقابي الخ. إن هذا التوجه جعل الاتحاد العام التونسي للشغل يقطع روابطه بماضيه المطلبي ويتخلى عن دوره باعتباره منظمة منحازة بطبيعتها لمصلحة العمّال.

ثانيا: التحالفات السياسية التي انخرط فيها الاتحاد العام التونسي للشغل، والمفروض أن يكون ممثلا للعمال وحليفا موضوعيا للحركة الدّيمقراطية التقدّمية، مع الحزب المتحكّم في الدولة أضرت بمصداقية المنظمة النقابية وأبقت مسألة الاستقلالية مجرّد شعار ونمّت لدى النقابيين وعيا بالرّضوخ للأمر الواقع وعجزا عن بلورة أي مشروع من أجل تمثيلية سياسية عمّالية مستقلة.

ثالثا: تعامل القيادة النقابية مع الأطراف النقابية الأكثر دفاعا وإيمانا باستقلالية وديمقراطية العمل النقابي بالإقصاء ومع القوى السياسية المنادية بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية بالتهميش أذّى إلى التخلي عن دوره كطرف منحاز لقضايا الحريّات والديمقراطيّة ومدافعا عنها.

رابعا: الاتحاد العام التونسي للشغل كشكل من أشكال التنظيم النقابي، العلاقة بين هياكله علاقة عمودية تقوم على هرمية متعارضة مع أي ديمقراطية قاعدية أو استقلالية قطاعية، فالمكتب التنفيذي متحكّم مطلق في القرار وقادر على مصادرة كل توجه قاعدي أو قطاعي لا يتفق مع مواقفه وهو وضع جعل مسألة الديمقراطية داخل هذه المنظمة تتحول إلى مأزق حقيقي.

خامسا: المركزية النقابية تمكنّت في العشرية الأخيرة من تمرير بعض القوانين الدّاخلية ووظفتها لإقصاء المعارضين لها ولجّمت بها الهياكل الوسطى والهياكل القطاعية للاتحاد. هذه الهياكل التي من المفروض أن تلعب دوراً فعّالا في الحدّ من التجاوزات، لكن من خلفية المحافظة على امتيازاتها أو العجز ركنت هذه الهياكل إلى الصمّت وهو ما مكّن المركزية النقابية من التصرّف بحرّية كاملة في الشأن النقابي إلى حدّ الانزلاق إلى اختلاس أموال المنظمة. وحتى الرّافضين من داخل المنظمة لم يعارضوا التحويرات في النظام الدّاخلي ولم يطرحوا أثناء المؤتمرات أي مشاريع بديلة لضمان الديمقراطية، ولم يعارضوا التجاوزات بالشكل المطلوب وهذا في حدّ ذاته مؤشر واضح على ضعف هذه المعارضة ودليل على عدم امتلاكها لتصوّر متكامل وواضح لمسألة ديمقراطية المنظمة النقابية.

سادسا: منذ مؤتمر سوسة تحولت المعارضة النقابية أو التيار المناهض للبيروقراطية عموما إلى تيار إنتخابوي كل همه التواجد في هياكل المنظمة وأغفلت هذه المعارضة كل ما له مساس بالتوجهات والمواقف النقابية وتحوّل قطاع عريض منها إلى حليف معلن للبيروقراطية.

كل هذه التوجهات جعلت العمل النقابي داخل الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد نفسه موضع سؤال الكثير من النقابيين. لقد أصبح الكثيرون يرون في التوجهات الحالية للاتحاد وفي طرق تسييره وفي طبيعة هيكلته كوابح حقيقية تعيق تطوّر العمل النقابي وتكبّل ديناميكية الحركة العمالية وتعطل مسيرتها في الدّفاع عن مصالحها وهو ما يفسّر أيضاً المعارضة التي يلقاها التصحيح الذي انخرطت فيه القيادة النقابية بعد إقالة إسماعيل السحباني.

فلماذا يعارض العديد من النقابيين مسار التصحيح؟ وماذا يطرحون من بدائل؟

مسار التصحيح: خلفياته، وحدوده والبدائل المطروحة

في رأيي لا يمكن أن نفهم خلفيات مبادرة التصحيح النقابي بمعزل عن المعطيين التاليين:

1- شكل الاتحاد العام التونسي للشغل وعلى امتداد في التوازنات السياسية والاجتماعية في بلادنا وهذا معطى تدركه السّلطة جيّدا وتتعامل معه في كلّ مرّة بطريقة معينة لكنها لا تتغافل عنه أبدا ويمكن القول كذلك أنّ السّلطة وعت بأن الوضع في البلاد قابل بصورة عامّة على المدى القريب لأن يشهد تطورات سياسية واجتماعية قد ينجذب إليها الاتحاد العام التونسي للشغل وقد تؤثر على التوازنات لغير صالحها خصوصاً وهي قادمة على استكمال اتفاقيات الشراكة وبالتالي فلا بدّ من عملية استباق تؤمن أكثر ما يمكن من الضمانات ليستمر الاتحاد العام التونسي للشغل تحت شعار التصحيح النقابي.

2- وضع الاتحاد العام التونسي للشغل في علاقة بالقاعدة النقابية وبخلفيات عديدة أخرى تخص تقييم السلطة لأداء القيادة النقابية أصبح يتطلب إبراز شخصية قيادية أخرى تعوّض السحباني وتعيد تشكيل التوازنات داخل القيادة النقابية وهو ما وقع وحسب رأيي فالمؤتمر الاستثنائي سيكون انتخابي في الأساس الهدف منه إضفاء نوع من الشرعية على مكتب تنفيذي هو في الحقيقة صنيعة انقلاب حدث منذ عام.

شكل هذان المعطيان الخلفية التي على قاعدتها سيتم مخطط التصحيح النقابي وسَيُسْتكْمَلُ. ومثلت تجاوزات إسماعيل السحباني وملف الفساد المالي الواجهة المعلنة للبدء في تنفيذ هذا المخطط. ووعى المكتب التنفيذي المتقلد الدّور الموكول له في هذا الإطار والحدود التي لا يمكن تخطيها. ومن البداية عارضت قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل أي موقف يعتبر أن التصحيح لا يتم بتغيير الأشخاص بل يجب أن يكون تغييرا للمواقف النقابية وذلك بطرح الملفات الكبرى للحركة النقابية ومواجهة المخططات التي تستهدف مكتسبات الشغيلة ومعالجة مسألتي استقلالية وديمقراطية المنظمة النقابية بمراجعة القوانين التي حالت دون تكريسها، وإن ما حف بعملية تجديد الهياكل الأساسية والجهوية والقطاعية من ملابسات وطعون وتجاوزات في عديد الجهات لدليل واضح على أن ملف التصحيح لم يكن يستهدف معالجة أزمة الاتحاد العام التونسي للشغل بقدر ما كان يهدف إلى إعادة ترتيب البيت لمزيد التحكم في مسار الحركة النقابية وإبقاء دار لقمان على حالها.

لكن ما تجدر ملاحظته انه وبرغم كل الخلفيات غير المعلنة للتصحيح وبرغم نجاح القيادة النقابية في حصره في إجراءات فوقية وشكلية إلا أنه قد أتاح عمليّا إمكانية حقيقية لخوض معركة تصحيح حقيقي للمسار النقابي إلا أن هذه الإمكانية كانت فرصة مجهضة لأن النقابيين لم يقدروا على خوض هذه المعركة وحتّى بعض المواقف التي نادت، منذ البداية، بمؤتمر استثنائي وبضرورة تشريك القاعدة النقابية لمراجعة توجهات الاتحاد فإنها لم تجد صدى وبقيت مجرد رؤى للتباين فقط وقد سهل ذلك مهمة المكتب التنفيذي في التمادي في مسار التصحيح بتصورات فوقية ستتوج بمؤتمر استثنائي انتخابي ارتضته القيادة الآن بعد أن عارضته في الأول لربح الوقت وتفادي أي تجاوز قد يحصل.

ولقد أفرز تقييم هذا المسار معارضة نقابية متنوعة كلها على معارضة التصحيح الذي تتبناه القيادة النقابية ولكن مكونات هذه المعارضة تتباين فيما بينها حول عدة قضايا أخرى ذات صلة بطبيعة أزمة الحركة النقابية وبالتصورات المطروحة لتجاوزها. ويمكن إجمالا الحديث عن ثلاثة مكونات لهذه المعارضة.

الأول: يعتبر أصحابه انه لم يعد ممكنا إصلاح الاتحاد العام التونسي للشغل من داخله فهو حسب رأيهم قد تحول إلى منظمة صورية لا يمكن أن تمثل إطارا لعمل نقابي ديمقراطي ومستقل وقد بادر هؤلاء بالإعلان عن تأسيس إطار نقابي آخر.

الثاني: تمثله مجموعة من النقابيين الذين وقعت إزاحتهم أثناء العشرية الأخيرة، هؤلاء لا ينشطون ككتلة يحرصون على الظهور كأفراد ويراهن كل واحد منهم على ماضيه النقابي، لا يعارضون التعددية النقابية من حيث المبدأ ولكنهم ورغم معارضتهم لمسار التصحيح لا يعتبرون عملية التصحيح قد استحالت من داخل الاتحاد ويطالبون بتوفير جملة من الشروط للعودة للاتحاد العام التونسي للشغل. إن مسألة عودتهم إلى ساحة محمد علي مازالت مفتوحة على عديد الاحتمالات ومحكومة بالتنازلات التي يمكن أن تقدمها القيادة النقابية.

الثالث: ممثلوه ينشطون داخل الاتحاد العام التونسي للشغل وقد عملوا أثناء التجديد على الظهور في قائمات مستقلة عن القائمات التي دعمتها القيادة النقابية، وهم قطاع واسع نسبيا متكون من شتات اليسار النقابي وبعض النقابيين الخارجين عن دائرة تأثير القيادة النقابية. يعارض هؤلاء مسار التصحيح منذ انطلاقه لكنهم لم يتمكنوا من بلورة توجه فاعل، تتعامل معهم القيادة النقابية بسياسة الاحتواء والرّضوخ للأمر الواقع. ويعتبرون هم أيضا أنه مازالت هناك إمكانيات للعمل من داخل الاتحاد العام التونسي للشغل وبالتالي فلا مصلحة لهم في الدّعوة إلى التعددية النقابية الآن على الأقل. فما هي الآفاق التي يمكن أن تفتحها هذه المعارضة النقابية لجاوز أزمة العمل النقابي؟

إن كل المؤشرات تدل على أن الأزمة مرشحة للاستمرار. فالتيار الذي مازال متمسكا بالعمل من داخل الاتحاد العام التونسي للشغل تتنازعه عدة مواقف وكل الدّلائل تشير إلى أنه في حالة إرباك ولا يملك أي تصور قادر على استقطاب النقابيين على حدّ الآن إمكانية انفصال مجموعة من هذا التيار عن طوق البيروقراطية النقابية ودائرة الاحتواء إمكانية واردة وعموما فإن معطيات عديدة تسمح بالقول إن لها القدرة على التأثير في مجرى الأحداث النقابية القادمة ودائرة الاحتواء إمكانية واردة وعموما فإن معطيات عديدة تسمح بالقول أن لها القدرة على التأثير في مجرى الأحداث النقابية القادمة لو تقدر على بلورة رؤية منسجمة تقطع مع الرّهانات الإنتخابوية ولو تعمل على الظهور كاتجاه مستقل من داخل الاتحاد. إنها الإمكانية الوحيدة للخروج من دائرة الرضوخ للأمر الواقع والقبول بسياسة الاحتواء.

أما المبادرة الثانية، مشروع لمعالجة أزمة الحركة النقابية من خارج الاتحاد العام التونسي للشغل وهي كمبادرة مازالت محفوفة بكثير من الغموض. إن التحديات التي تواجهها هذه المبادرة في ظل الواقع الحالي للحركة النقابية والحركة العمالية عموما تحديات كبيرة. فلئن كانت التعددية النقابية توجه غير مرفوض في المطلق فإن ذلك لا يجب أن يجعلنا نتغاضى عن ضرورة توفر جملة من الشروط في الواقع تجعل تحقيق هذه التعددية أمرا ممكنا، وإذا لم تكن هذه الشروط متوفرة فإن كل المجهودات التي تبذل تكون لا طائل منها لا بل تساهم في مزيد إضعاف الحركة وتهميشها. إن مسألة التعددية النقابية وفي الوضع الحالي للحركة العمالية التونسية ليست واحدة من المسائل العادية التي تواجه العمال والشغالين وقد لا يكفي وعي طليعي لتحقيق ذلك.

وهكذا فالآفاق التي يمكن أن تفتحها هذه المعارضة النقابية آفاق محدودة وبالتالي فأزمة الاتحاد وأزمة العمل النقابي مرشحتان للاستمرار استنادا إلى معطيين على الأقل:

1- تراجع الوعي بأهمية النقابة لدى الشغالين نتيجة تأخير الحركة النقابية عن تمثل مصالحها والدّفاع عنها ونتيجة عدم قدرتها على مواجهة التحدّيات الناجمة عن عولمة الاقتصاد. فالنضال النقابي اليوم لم يعد محكوما بمستوى العلاقة بين رأس المال والعمل على المستوى المحلّي إنّه صار محكوما اكثر فأكثر بطبيعة هذه العلاقة على المستوى العالمي. وهذا يطرح طبعا تحدّيات جديدة وهي لا شكّ تحديّات كبيرة مفروضة على الحركة النقابية مواجهتها.

2- عدم قدرة الاتجاهين المعارضين لتوجيهات الاتحاد من الدّاخل أو من خارجه على تفعيل مبادراتهم وإكسابها بعدا قاعديا له وزن.

أزمة الاتحاد: أزمة العمل النقابي

ارتبطت الحركة النقابية بالاتحاد العام التونسي للشغل منذ تأسيسه وعرف العمل النقابي من داخل هذه المنظمة وفي فترات عديدة تطورا كبيرا كما عاش أزمات حادّة في فترات أخرى كانت في مجملها ظرفية سرعان ما يقع تجاوزها، إلا أن الأزمة الحالية مختلفة عن سابقتها فهي تهدد بنسف مقومات العمل النقابي في حدّ ذاته. لقد فقد الاتحاد العام التونسي للشغل إشعاعه وابتعد عن مشاغل منخرطيه وقبل بتصفية عديد المكاسب الاجتماعية: قبل الخوصصة، وشارك في برنامج التأهيل، وساند كل السياسات التي نتجت عن تبني برنامج الإصلاح الهيكلي إضافة لما حصل من تجاوزات لقوانين المنظمة النقابية والتي بموجبها تدعم النهج البيروقراطي دون الحديث عن الفساد المالي والإداري. إن كل هذه العوامل جعلت من الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة فاقدة لأي مصداقية في نظر عموم الشغالين ولأي استقلالية في القرار ولأي ديمقراطية في التسيير وبعيدة كل البعد عن لعب أي دور فعّال في حماية مصالح منخرطيه ومجابهة التحديّات المنجرّة عن اندماج بلادنا في الاقتصاد المعولم وما نتج عن ذلك من مشاكل كان الأجراء بصفة عامّة أول المتضررين منها. إن العمل النقابي داخل الاتحاد العام التونسي للشغل يعيش أزمة لم يشهد لها مثيلا، فمن جهة فقد العمل النقابي في العشرية الأخيرة دوره التقليدي بوصفه عملا مطلبيا وقد تجسم هذا التوجه بانخراط الاتحاد العام التونسي للشغل في تبني مفهوم النقابة المساهمة وكرّس هذا التصورّ في الاختيارات والمواقف التي تبناها والتي سبق أن وضحناها. ومن جهة أخرى ضعف ارتباط القاعدة العمالية بالاتحاد وتناقص عدد المنخرطين وعزف العمال بصفة عامة عن العمل النقابي وخصوصا في القطاع الخاص ونتيجة ضرب الحق النقابي والخوف من فقدان العمل جرّاء النشاط النقابي وإذا ما أضفنا إلى ذلك غياب الديمقراطية داخل هذه المنظمة يصبح من الجائز القول أن الاتحاد العام التونسي للشغل يعيش مرحلة كفّ فيها عن أن يكون إطار لعمل نقابي ديمقراطي ومستقل وهو مهدد بأن يفقد صفته كممثل للشغالين.

إنّ أزمة العمل النقابي الرّاهنة تمثّل أحد تمظهرات المأزق الذي انتهت إليه الحركة النقابية، أنها أزمة دائرية تخرج من أزمة لتدخل أزمة جديدة. عود على البدء دائما.

لقد ظلت الحركة النقابية أكثر من أربعة عقود تصارع من أجل فرض استقلالية وديمقراطية ونضالية العمل النقابي وظل النقابيون يعملون على تجسيم هذه التوجهات لكن دون جدوى. لقد اصبح المأزق مزمناً.

إن أي تصور اليوم لمعالجة أزمة العمل النقابي لا بد أن ينطلق من تقييم شامل لمسيرة هذه الحركة ومن دراسة للتغيرات التي حدثت في صلب المجتمع وبالخصوص في صلب القوى العاملة من أجراء وشغّالين والموظفين المعنيين بمسألة النضال النقابي. لقد توسّعت جبهة المعنيين بالعمل النقابي وكذلك توسعت وتعدّدت محاور اهتمام النضال النقابي ولا بدّ من اعتبار ذلك وأخذه في الحسبان. إن إعادة الهيكلة الجارية للرأسمال العالمي وانخراط بلادنا في ذلك لابدّ أن يقابلها إعادة النظر في الكثير من الأمور التي تهم الشأن النقابي من اجل تمكين الحركة العمّالية من خوض نضال نقابي حقيقي للدفاع عن مصالحها.

ما العمل لنعيد للعمل النقابي الدّور الموكول له

إن الوضع الذي أصبح عليه العمل النقابي داخل الاتحاد العام التونسي للشغل وتعدّد إخفاقات الحركة النقابية من أجل فرض استقلاليتها وديمقراطيتها وتكريس مفهوم حقيقي للعمل النقابي يستجيب لمصلحة العمّال والأجراء، يبين بالفعل أن الاستمرار على نفس هذا المسار سيجعل الاتحاد العام التونسي للشغل إطارا غير مناسب لعمل نقابي ديمقراطي ومستقل. إلا أن الدّعوة كذلك إلى التعدّدية النقابية الآن وكحل تبدو هي أيضا قفزة على واقع الوعي العمّالي يمكن أن تنتج عنها عديد المخاطر التي ستؤثر سلبا على الحركة العمالية وعلى العمل النقابي. إنّنا لا ننظر إلى مسـألة التعدّدية من حيث المبدأ، مبدأ الحق في التنظم النقابي. إننا ننظر إليها من زاوية مدى قدرتها اليوم كحل على الاستقطاب والفعل ارتباطا بحقيقة وعي العمّال والأجراء الآن. إنّ التعدّدية النقابية كحل لمسألتي استقلالية وديمقراطية العمل النقابي تنتج حسب رأينا عن ديناميكية داخلية للحركة العمالية تعكس اقتناعا لدى لعّمال بأن البقاء في الأطر التي لا تجسم استقلالية قرارتهم أصبح غير ممكن. إنّها لا بد أن تكون بالفعل تعبيرا عن إرادة واعية من العمّال في قطاع أو قطاعات في الاستقلال عن الأطر التي لا تمثلهم. إنّها عملية انقسام واع وليست رغبة فوقية في التقسيم يقف منها العمال والأجراء وغالبية النقابيين اليوم موقفا ملخصه "لا نعارضك ولكن لسنا معك".

إن هذا الموقف بالذّات هو الذي يحتم علينا الوقوف مع الأجراء حيث هم، والعمل والنضال معهم لرفض تصوّر للعمل النقابي يستجيب لمصلحتهم. لذلك فعلى كل النقابيين النزهاء وعلى المعارضة النقابية المتمسّكة بالعمل من داخل الاتحاد العام التونسي للشغل ان تتوحدّ حول مشروع نقابي مستقل عن مشروع البيروقراطية النقابية الذي توضحّت اليوم مراميه والظهور كاتجاه معلن من داخل الاتحاد على قاعدة رؤية نقابية مناضلة يقع بلورتها والتوحد على أساسها وفرض هذا الحق وتفعيله في المجلس الوطني القادم وفي المؤتمر الاستثنائي. إن الخروج عن هيمنة البيروقراطية وكسر الطوق الذي تضربه على النقابيين المتمسكين باستقلالية وديمقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل يمرّ حتما بالقطع مع سياسة الخضوع للأمر الواقع ويفرض على هؤلاء النقابيين التوحد والظهور كقوة نقابية معارضة من داخل الاتحاد. إنها الإمكانية الوحيدة والخطوة الأولى في مسار تصحيح حقيقي يعيد الاعتبار للعمل داخل الاتحاد العام التونسي للشغل.

المجلس الوطني والمؤتمر الاستثنائي: أي دور للمعارضة النقابية؟

لئن أتاح التصحيح المغالطة فرصة للمعارضة النقابية ولقطاع واسع من النقابيين الذين ليسو في ركاب البيروقراطية كما ذكرنا سابقا لخوض معركة حول استقلالية وديمقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل ولعدة أسباب وضحناها كانت فرصة مجهضة، ولكن وبعد أن ارتأت البيروقراطية النقابية ولاستكمال مغالطتها الدعوة إلى مجلس وطني للتحضير إلى مؤتمر استثنائي هاهي الفرصة تعود من جديد لخوض نفس المعركة. فهل تقدر المعارضة النقابية الديمقراطية والمناضلة على القطع مع ارتباكها ووسطيتها وتستفيد من هذه المحطة الفرصة الأخيرة في هذا المسار الذي بدأ منذ إقالة السحباني.

إن دعوة البيروقراطية النقابية إلى مجلس وطني ومؤتمر استثنائي للاتحاد العام التونسي للشغل مناورة مكشوفة للبيروقراطية لاستكمال المغالطة ولسحب البساط وقطع الطريق أمام أي إمكانية لتجديد الدعوة إلى مؤتمر استثنائي من طرف النقابيين داخل الاتحاد العام التونسي للشغل. إن البيروقراطية تعرف جيدا أن دعوة كهذه ستكون موجهة لمحاسبتها وقد لا تقدر على معارضتها خصوصا إذا استطاع هذا المطلب أن يلف حوله عديد النقابيين الذين لا شك سيتجاوزون واقع التردد والارتباك. إنها تعلم جيدا أن التصحيح المغالطة الذي تمرره أنفاسه قصيرة. إنها تعلم جيدا إن التصحيح ولئن حقق إلى حد الآن بعض الأهداف فهو لا يمكن أن يعمر طويلا فسرعان ما ستتوسع دائرة معارضيه، فحالة الخمود والهدوء غير المأمون والسائد الآن لا يمكن أن تستمر طويلا لذلك سارعت للدعوة إلى المؤتمر الاستثنائي مناورة منها لإفراغ أي مد نضالي محتمل قد ينشأ على قاعدة هذا المطلب.

إن دعوة البيروقراطية إلى مجلس وطني للاتحاد وإلى مؤتمر استثنائي أحيت الإمكانية المجهضة سابقا. إن إمكانية خوض المعركة ضد البيروقراطية حول استقلالية وديمقراطية العمل النقابي اليوم إمكانية حقيقية فالمجلس الوطني في البدء والمؤتمر الاستثنائي فيما بعد سيوفران إمكانية واسعة لفضح مسار التصحيح المغالطة والفوقي ولطرح تصوّرات ومقترحات لإرساء استقلالية المنظمة النقابية وديمقراطيتها وسيمنحان المعارضة النقابية وكلّ أنصار النقابة المناضلة الفرصة للظهور كاتجاه نقابي مستقل عن البيروقراطية ومنحاز للعمال والأجراء. إنها إمكانية غير مستحيلة فهل تقدر المعارضة النقابية على استثمار هذه الإمكانية.

إن افتضاح أمر التصحيح قد وسع وإن في حدود جبهة النقابيين المعارضين من داخل الاتحاد العام التونسي للشغل وهذا معطى جد مهم لا بد من العمل على تفعيله عبر تجميع ممثليه على أرضية مواقف واضحة ومطالب ملموسة يقع طرحها أثناء المجلس الوطني والمؤتمر الاستثنائي. ويمكن الإشارة بصفة عامة إلى هذه المواقف في:

1- كشف التجاوزات التي حصلت أثناء تجديد الهياكل النقابية وربطها بطبيعة القيادة الحالية وبالمضمون الحقيقي للتصحيح.

2- معارضة عقلية صراع المواقع وفضح أصحابها الساعين إلى كسب شرعية زائفة من خلال المؤتمر بالعمل على أن يكون مؤتمرا تتصارع فيه المواقف وتطرح فيه المشاكل الحقيقية التي يعاني منها العمل النقابي والتي على رأسها مسألة الاستقلالية والديمقراطية.

3- معارضة وكشف سياسة الوفاق التي التزمت بها القيادات النقابية منذ بداية التسعينات.

4- التمسك بالطابع المطلبي للعمل النقابي.

5- العمل على فرض استقلالية القرار القطاعي داخل الاتحاد وتقديم مشاريع لتنقيح قوانين الاتحاد تكرس هذا التوجه.

6- تقديم مشاريع قوانين للمؤتمر للحد من تمركز سلطة القرار في القيادة النقابية وفي المكتب التنفيذي تخصيصا.

7- الظهور كقوة نقابية مستقلة ومعلنة من داخل المؤتمر متوحدة حول مشروع نقابي مستقل عن البيروقراطية النقابية.

هذه بعض التصورات العامة ويبقى على النقابيين إثراءها وتخصيصها والارتقاء بها إلى مستوى البرنامج.

بشير الحامـــــــــــــــــدي


24/02/2010

عريضة تضامنية مع سكان اشرف بالعراق

عريضة تضامنية مع سكان اشرف بالعراق

نظرا إلى ما جاء في التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة الذي تم رفعه إلى مجلس الأمن الدولي بعد مداهمة القوات العراقية لأشرف خلال يومي 28 و29 من تموز/يوليو الماضي من السنة المنصرمة والتي ادت إلى 11 قتيلا ونحو 200 جريحا من سكان أشرف» كما جاء في نفس التقرير «أن مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة “يونامي“ تتولى مراقبة الوضع الإنساني في المخيم كجزء من المساعي لإيجاد الحلول الممكنة المشتملة على مختلف أصحاب المصالح.»..،

وبالنظر إلى سلوك الحكومة العراقية نجد أنها والى اليوم ومع بالغ الأسف لم تبدي ادنى اهتمام بالإحتجاجات المتكررة من قبل آلاف الحقوقيين الأروبيين و العرب و الأميركيين والمجاميع الدولية والإنسانية وما نشاهده من خلال تجربة السنة الماضية نجد أن الحكومة العراقية لا تنوي حماية سكان أشرف العزل وأنما تخضعهم لقيد حصار تام متنصلة من تعهدات وممتنعة عن الالتزام بالقوانين والاعراف الدولية.

ولذلك كله وللحيلولة دون تكرار المذبحة البشرية التي جرت في هذا المخيم في آب الماضي، نرى نحن الموقعين أدناه على هذا البيان وبعد إدانة الحصار القائم على أشرف والمساعي الرامية إلى نقل سكان أشرف قسريا سواء إلى داخل العراق أو إلى خارجه نران خلافا للمعاهدات الدولية بحق سكان أشرف كأشخاص محميين ونناشد بما يلي:-

أولا: أن تتولى قوة دولية ملف حماية سكان أشرف بإشراف الأمم المتحدة.

ثانيا: لابد من ضمان لعدم المداهمة وإستخدام العنف والنقل القسري لهم وتتعهد به القوات الأميركية إلى حين تولي قوات الأمم المتحدة ملف الحماية.

ثالثا: إلتزام الحكومة العراقية بحقوق سكان أشرف إستنادا واحتراما لقرار البرلمان الأروبي الصادر بتاريخ 24/4/2009 وإنهاء الحصار المفروض على أشرف
الرجاء ارسال
الاسم الكامل

الانتماء السياسي او النقابي او الجمعوي

الايميل

الهاتف

تحث عنوان التضامن مع اشرف الى

sedraoui_driss@yahoo.fr

او

نقابات البريد والتعليم الأساسي والأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان :بيان

نقابات البريد والتعليم الأساسي والأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان

:بيان

لازال عدد من المناضلين في الحوض المنجمي تلاحقهم المحاكمات ونخصّ بالذكر منهم المناضل الصحفي الفاهم بوكدوس والمناضل حسن بن عبد الله اللذان ستقع محاكمتهما يومي 23 و24 فيفري 2010، كما يستمرّ حرمان كافة المناضلين ومن بينهم الأخت زكية الضيفاوي من العودة إلى سالف عملهم رغم تمتّعهم بالسراح الشرطي.

لذلك فإنّ النقابة العامة للأطبّاء والصيادلة وأطبّاء الأسنان والنقابة العامة للتعليم الأساسي والجامعة العامة للبريد والاتصالات تعبّر عن مطالبتها بـ:
1- الحكم بعدم سماع الدعوى لصالح المناضلين الذين ستتم إحالتهما على المحكمة يومي 23 و24 فيفري 2010 كما تطالب بإسقاط جميع الأحكام على كافة المناضلين لبطلان التهم المنسوبة إليهم.
2- إرجاع كافة المطرودين إلى سالف عملهم.
3- التفاوض مع الاتحاد العام التونسي للشغل حول المطالب المشروعة للحوض المنجمي ونخصّ بالذكر منها ملف التشغيل. 4- سنّ عفو تشريعي عام.
5- كما تساند مساندة مطلقة ولا مشروطة المطالب المشروعة لأهالينا في الحوض المنجمي وكافة الجهات المحرومة.

الكاتب العام للجامعة العامة للبريد والاتصالات: منجي بن امبارك
الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي: حفيّظ حفيّظ
الكاتب العام للنقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان: سامي السويحلي

تونس في 22 فيفري 2010