28/12/2009

وجهة نظر رقم 1 حول مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي (

وجهة نظر رقم 1 حول مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي (*) :

هل تنجح البيروقراطية النقابية في اختراق قطاع التعليم الثانوي نهائيا ؟

بعد أن تقرر عقد مؤتمر التعليم الثانوي يومي 11 و 12 جانفي 2010 بدأت وتيرة التحالفات النقابية تتبلور وتتصاعد أكثر وربما وُضعت البرامج والأهداف النقابية على طاولة النقاش لتحديد الالتزامات وضبط الأهداف بين الأطراف لكن المتابع للوضع النقابي يتساءل عن دور ورأي المكتب التنفيذي للاتحاد في هذا المؤتمر الهام الذي طال انتظاره وهو الذي ما انفك يضغط في كل الاتجاهات لوضع يده على القطاع الذي يُعد أكبر قطاع بالاتحاد العام التونسي للشغل كمّا وكيفا وله دور حاسم في عديد القضايا المطروحة داخل المنظمة وبالأساس مسألة التداول على المسؤوليات النقابية بالمكتب التنفيذي وتطبيق الفصل العاشر الذي تتجه النية نجو إلغائه أو مراجعته كي يتمكن جل أعضاء المكتب التنفيذي الحاليين من الاستمرار في مواقعهم وقد بدأت بعض الأصوات الموالية لكتلة جراد- بن رمضان- سعد والمتزعمة لحملة الانقلاب على الفصل العاشر بدأت(الكاتب العام للتجهيز لطفي الحمروني وقاسم عفية الكاتب العام للصحة خلال اجتماع مجلس القطاعات الأخير) تجهر بالدعوة إلى التفكير جدبا في المسألة قبل انعقاد المجلس الوطني للاتحاد باعتبار ها ليست مسألة محرم فيها النقاش وباعتبار حالة الفراغ التي ستحدث في صورة تطبيق الفصل العاشر ونظرا لزوال أسباب وضع هذا الفصل واستحالة إصلاح الأوضاع الديمقراطية على حساب الاتحاد ...؟؟؟
لئن اُعتبر قطاع التعليم الثانوي من أهم القطاعات الممانعة بالاتحاد فإن المضطلعين على أوضاعه وتجاذباته النقابية والسياسية منذ مؤتمر المنستير المنعقد في ديسمبر 2006 يقفون عند بعض المظاهر الغريبة من تصرفات قيادته الحالية والتي لا تخلو من انتهازية بحكم تحالفاتها مع شق علي رمضان وتوابعه في مؤتمر المنستير وتنسيقها معه والدفاع عليه وانتصارها له في محاصرته للنقابيين المناضلين وتواطؤها في تصفيتهم على خلفية مواقفهم خلال المؤتمر وبعده ولم نسمع للنقابة رأيا رغم أن قائمة المجمدين عن النشاط النقابي تطول يوما بعد يوم وهي لا تحرك ساكنا في ملفات التجميد عن النشاط النقابي وإنهاء التفرعات النقابية لمناضلين من القطاع ومن خارجه وفي الجهات ناهيك عن الأداء النقابي في القضايا المهنية التي تراكمت وتعقدت مما سمح لسلطة الإشراف بتمرير جل برامجها بسهولة ودون مقاومة تذكر باستثناء الموقف من المطرودين الثلاثة والذين ضاعت حقوقهم رغم النضالات ( إضراب جوع وإضراب بيومين )بعد أن سلمت النقابة العامة ملفهم إلى الأمين العام ...
ويشدد المراقبون للشأن النقابي على مسألة خطيرة قد تقدم عليها بعد الأطراف لتصفية بعض الوجوه النقابية المعروفة في الساحة النقابية والتي رفضت الانصياع لإرادة البيروقراطية النقابية والأطراف الانتهازية المتحالفة معها إذ يتردد في الساحة أن كتلة علي رمضان وأنصارها وربما بعض الأعضاء الآخرين بالمكتب التنفيذي يعملون جاهدين من أجل دعم تحالف أغلبية المكتب الحالي في النقابة العامة من أجل إبعاد كل من الطيب بوعائشة وفرج الشباح وتصفيتهم نهائيا من النقابة العامة بعد أن أقدم الأمين العام عبد السلام جراد بتنسيق مع علي رمضان على إنهاء تفرغيهما بُعيد مؤتمر المنستير دون أي مبرر قانوني كعقاب لهما بسبب تباين الأول من الأداء النقابي القطاعي وإصداره بيانا تقييميا لاتفاق أكتوبر 2006 ... أما فرج الشباح فبسبب دوره الريادي في التصدي للجهات التي انقلبت على الفصل العاشر في مؤتمر المنستير ولم تغفر له البيروقراطية النقابية موقفه ذاك حين أطلق معركة سميت "بمعركة الفصل العاشر ضد التمديد والتوريث" وحين أدار مع عدد من النقابيين صراعا طويلا في المؤتمر أحبط الانقلاب وأعيد التصويت لصالح الإبقاء على الفصل العاشر تكريسا للديمقراطية والتداول على المسؤولية النقابية. ولم تكتف البيروقراطية النقابية بإلغاء التفرغات بل تواطأت مع وزير التربية السابق قصد إبعاد فرج الشباح عن مركز عمله الأصلي لغايات مشبوهة وهي حرمانه من التواجد في النقابة الأساسية بباردو التي تعد أكبر نقابة بجهة تونس وممثلة في المؤتمر الوطني للاتحاد العام كما تسببت له البيروقراطية في طرد من العمل وإيقاف للمرتب دام 08 أشهر والغريب أن النقابة العامة للتعليم الثانوي لم تقم بأي إجراء نضالي للرد على القرارات البيروقـ - وزارية المستهدفة لمناضلي القطاع وضد سياسة التدخل في الشؤون النقابية القطاعية بل اكتفت بالقيام بتصرفات بهلوانية لا تخلو من مناورة.
إن سعي بعض الأطراف اليوم ـ حسب رأي النقابيين ـ إلى تمرير هذه الأهداف البيروقراطية من خلال إبعاد كل من الطيب بوعائشة وفرج الشباح وربما مناضلين آخرين سيقوي معنويا و عمليا من حظوظ نجاح خطة الانقلاب على الفصل العاشر خلال المجلس الوطني والمؤتمر القادم للاتحاد كما سيرسي تقليدا خطيرا يتمثل في حشر البيروقراطية في الشؤون النقابية المبدئية للقطاع الذي عُرف بمعاركه التاريخية ضد سياسة البيروقراطية في ضرب الديمقراطية والنضالية والاستقلالية التي ضحى من أجل تكريسها مناضلو القطاع منذ السبعينيات وفي أحلك الفترات النقابية تأزما عبر النقل التعسفية والتجريد والطرد.فهل سيصمد قطاع التعليم الثانوي في وجه هذه الرهانات البيروقـ ـ سلطوية؟ أم ستنضم قواه النقابية إلى جوقة التمديد والتوريث والتضييق على النقابيين المناضلين تحت شعار" الولاء والتأييد" ؟

تونس في 26 ديسمير 2009
نقابي من التعليم الثانوي

(*) إعلام من منتدى " الديمقراطية النقابية و السياسية "
مع اقتراب انعقاد مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي سينشر منتدى " الديمقراطية النقابية و السياسية " كلّ البيانات و المقالات النقدية التي ترد عليه من مختلف الفرقاء تحت باب "وجهة نظر حول مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي" على شرط أن تتناول الشأن النقابي العام و لا تتضمّن مسّا بالحياة الخاصّة أو الشخصية للمعنيين أو ثلبا مجانيّا مع التنبيه المسبّق إلى أنّ ما سننشره لا يعكس بالضرورة وجهة نظرنا و لا يلزم إلاّ أصحابه و مع الإعتذار المسبق لكلّ من يرى في ما سينشر تحاملا عليه رغم كلّ الخطوط الحمر التي وضعناها.

المنسق العام للمنتدى

المصدر : منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية "
الرابط :
http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire