11/12/2009

بيان الاتحاد الجهــوي بجندوبة بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لاغتيال الشهيد فرحات حشــاد

الاتحاد الجهـوي للشغل بجندوبة
جندوبــة 05 /12/2009
بيان الاتحاد الجهــوي بجندوبة بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لاغتيال الشهيد فرحات حشــاد

أيها العمال أيها النقابيون:
يحيي الشغالون بالفكر والساعد اليوم الذكرى السابعة والخمسين لاغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد على يد قوات الاستعمار الفرنسي الغاشم في محاولة منه للتصدي لتنامي الحركة الوطنية والنقابية آنذاك ومنعها من التوسع والانتشار في الأوساط الشعبية والعمالية .حدث الاغتيال بعد ست سنوات فقط من تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل في 20 جانفي 1946.ولكن رغم قصر المدة إلا أنها كانت حافلة بالانجازات والنضالات المدوية عاليا في سماء الساحة النقابية والوطنية عموما محققة بذلك أوسع انتشار داخل الأوساط العمالية ومعززة لوحدة صفها وراء قيادة واحدة.ولقد مثل تلازم النضال الاجتماعي والنضال الوطني في فلسفة القيادة المؤسسة للاتحاد عاملا حاسما في التوجه الجديد للحركة النقابية والوطنية.كما أن تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل والقطع مع النقابات الفرنسية باتجاه تحقيق استقلالية المنظمة كان له عميق الأثر في مراكمة الوعـي والنهوض الاجتماعي والوطني.علاوة على تنامي حركات التحرر الوطني في الوطن العربي وفي العالم وانتصار ثورات وطنية في عديد البلدان مما شكل إنذار بالخطر داخل معاقل الامبريالية العالمية.ومن الطبيعي أن تحاول قوى الاستعمار وعملاؤها بقوة الحديد والنار ضرب كل نفس تحرري وطني وتقدمي،جاء اغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد ضمن أهم عناوينه ولكنه ترك وراءه أرثا نضاليــا ورصيدا ثريـا من التجارب والمبـادئ والانجازات مثلت مرجعا وقدوة للأجيال المتعاقبة ونبراسا حقيقيـا للحركة النقابية في الوطن العربي وإفريقيا وحتى في العالم.
وحيث أن منظمتنا اليوم في حاجة أكثر من اي وقت مضى الى الثبات على تلك المبادئ والتوجهات والى تجذير الاستقلالية والممارسة الديمقراطية داخلها وتاكيد بعدها النضالي والتشديد على تلازم البعد الاجتماعي بالوطني ضمن خياراتها من خلال تنزيل الشعار والبيان والخطاب الى ممارسة نقابية مناضلة ومعبرة تعبيرا حقيقيا عن هموم ومطالب وطموحات العمال وكافة الفئات الشعبية،مدعوة الى التعامل مع أمهات القضايا كالتشغيل والتنمية والتامين على المرض والجباية والحريات العامة والفردية وحقوق الإنسان...على قاعدة الالتزام بمرجعياتها الأساسية ولوائح مؤتمراتها كمهمات الانجاز وفق خطة نضالية واضحة لا مكان فيها للتلكا او المماطلة او التردد.
واننا اذ نحيي في كل سنة من هذا التاريخ ذكرى اغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد فإننا نرمي من وراء ذلك إلى بسط واقع الحال وما آلت إليه الأمور في بلادنا تقييما ونقدا لرسم ملامح استحقاقات المرحلة القادمة فكريا ونضاليا وذلك لما تمثله من تحد لإمكان فيه إلا للمنتصر.
أيها العمال أيها النقابيون
إن النهج الليبرالي الذي انخرطت فيه بلادنا وما كرسه ذلك من تبعية معولمة لصناديق النهب الدولي والشركات الاحتكارية العالمية كان انعكاساته كارثيا ومدويا في شتى المجالات من هشاشة تشغيل وعلاقات شغلية يداس فيها القانون وتشريعات الشغل إلى التفريط في مؤسسات القطاع العام وانتصاب القطاع الخاص بديلا عنه إلى قوانين جباية زادت الفقير فقرا والغني ثراءا وعمقت التفاوت بين الفئات مما خلق حالة من الاحتقان فجرت يوم 05 ديسمبر2008 انتفاضة الحوض المنجمي بقفصة على خلفية التفاوت في التوزيع العادل للثروة والتنمية بين الجهات وعلى الشفافية المعدومة في ملف التشغيل الذي طغت عليه الجهوية والرشوة والمحسوبية .
ولعل ضمن ملامح ذلك جهويا ما يحدق اليوم في قطاع السياحة تحديدا ذلك ان تعامل أرباب العمل بهذه المؤسسات وخاصة بنزل الصولجان الملكي بطبرقة هو عنوان لظهور فئة جديدة داخل مجتمعنا تعتبر نفسها فوق كل القوانين والأعراف وتنتفي معها كل سبل الحوار وما أقدم عليه صاحب هذا النزل من إجراءات تعسفية ضد بعض أعضاء النيابة النقابية والعمال وعدم التزامه بمحاضر الجلسات المبرمة بينه وبين الطرف النقابي برعاية تفقدية الشغل يدفع الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبــة لاتخاذ كل الأشكال النضالية لحماية الحق النقابي والمسؤولين النقابيين وحقوق العمال.
أيها العمال أيها النقابيون:
لقد مرت الجولة الفارطة من المفاوضات الاجتماعية 2008 -2010 وحصلنا فيها على يد فارغة وأخرى لا شيء فيها لاعتبار أن الزيادة المحققة خلالها لم ترتق إلى الحد المطلوب قياسا مع غلاء المعيشة ومع تهري القدرة الشرائية للمواطن ومع المحاذير الكثيرة التي كنا قد اشرنا إليها في بياننا بالمناسبة .ومن ضمنها الأخذ بعين الاعتبار الخصم الذي تم على الأجور لفائدة الصناديق الاجتماعية ولبرنامج التامين على المرض .
هذا البرنامج الذي بدأت ملامحه تتلاشى شيئا فشيئا وخاصة فيما تعلق بمبدأ مراجعة الخارطة الصحية وإعادة هيكلة وتهيئة المؤسسات الاستشفائية.
بل الأكثر من ذلك بدا التفكير في سياق الحلول الترقيعية لازمة الصناديق الاجتماعية في مراجعة منظومة التقاعد كشكل من أشكال الهروب إلى الأمام والناي عن مواجهة المشكل جذريا.
أيها العمال أيها النقابيون
ان ارتباط وتلازم البعد الاجتماعي والوطني في فكر حشاد لم يكن مقتصرا على القطر فقط بل تعدى ذلك ليأخذ موقعه الطبيعي قوميا وإنسانيا مقدما في ذلك قرابين من الشهداء النقابيين دفاعا عن فلسطين وعروبتها في معركتها مع الكيان الصهيوني الذي لا يزال جاثما غلى صدر امتنا العربية الى غاية الآن مدعوما بالامبريالية الأمريكية وعملائها من الرجعية العربية.
أن ما حيك ويحاك من مؤامرات لتركيع القوى الحية والمناضلة لتمرير مشروع الشرق الأوسط الكبير وفرض واقع التطبيع على الجماهير العربية سيظل يرتطم دائما بصخرة المقاومة المشتعلة و المستعمرة بالعراق وفلسطين ولبنان حتى تحرير الأرض كل الأرض.

عاش الاتحاد العام التونسي للشغل مستقلا ديمقراطيا ومناضلا

عن المكتب التنفيذي
الكاتب العام
سليم التيساوي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire