06/11/2009

كيف أنجزت وزارة التربية و التكوين حركة المعلمين لسنة 2009؟

كيف أنجزت وزارة التربية و التكوين حركة المعلمين لسنة 2009؟

لا يمكن لأحد أن ينكر مدى أهمية الحركة النظامية لمدرسي المرحلة الأولى من التعليم الأساسي كما لا يمكن إنكار شفافيتها و عدالتها و هي حركة دورية تنجز كل سنتين يشارك فيها المعلمون حسب مقاييس واضحة لا لبس فيها .و للتذكير فان حركة إنسانية و تقريب الأزواج تقوم بها الوزارة و النقابة العامة كل سنة للنظر في الحالات الإنسانية و تقريب الأزواج لمن لم يسعفهم الحظ لتحسين وضعيتهم ضمن الحركة النظامية و هي حركة استثنائية لا تعتبر فيها إلا المقاييس الإنسانية على عكس الحركة النظامية .

و ككل حركة نظامية يقع الخلاف بين وزارة التربية و التكوين و النقابية العامة للتعليم الأساسي حول تحديد المراكز الشاغرة التي ترفض الوزارة تشريك الطرف النقابي رغم أن ذلك لا يكلفها شيئا إلا أن الهدف من ذلك الانفراد بالمعلم و جعله تحت رحمتها و في النهاية تقزيم إشعاع النقابات .

و خلال هذه السنة أبرمت النقابة العامة للتعليم الأساسي و وزارة التربية اتفاقا تلتزم من خلاله الوزارة بتشريك النقابات الجهوية في تحديد المراكز الشاغرة بكل ولاية و رغم ذلك حدثت بعض التجاوزات في بعض الجهات مثل جهة القصرين حيث عمدت الإدارة الجهوية للتربية و التكوين حجب العديد من المراكز مما أثار احتجاج النقابيين بالجهة و اضطروا إلى النضال من اجل الحفاظ على المكسب و التمسك بتطبيق الاتفاق و كان لهم ذلك حيث أصدرت وزارة التربية ملحقا خاصا بتلك الجهة .

صدر كتيب الحركة حسب اتفاق النقابات الجهوية مع إداراتهم و شارك المعلمون بتعمير مطالب في الغرض و لأول مرة في تاريخ القطاع ترجع الإدارات الجهوية المطالب إلى المعلمين مرقونة بالإعلامية للتثبت من المعطيات المقدمة و قد استبشر المعلمون بهذا الإجراء حيث انه يدل على أن الوزارة عازمة هذه السنة على إجراء الحركة النظامية في كامل الشفافية إلا أن بصدور النتائج أصيب المعلمون بخيبة أمل و أدركوا أن وزارة التربية و التكوين لم تغير من ممارساتها و من تصرفاتها تجاههم حيث حجبت العديد من المراكز التي صدرت بالكتيب و لم يقع إسنادها إلى مستحقيها فلماذا تصدرها شاغرة و لا تسندها ؟

و سنبين العديد من التجاوزات لتأكيد صحة ما نقوله من خلال دراسة نتائج الحركة بجهة بن عروس كمثال:

فحسب الاتفاق بين النقابة الجهوية للتعليم الأساسي و الادارة الجهوية للتربية و التكوين صدر بالكتيب 191 مركزا للتناظر موزعة على 139مدرسة ابتدائية من مدارس الجهة و اثر صدور نتائج الحركة تبين أن 227 معلما تحصلوا على مراكز عمل بالجهة منهم 50 معلما قدموا من خارج الجهة كما تحصل 19 معلما من جهة بن عروس على مراكز عمل بجهات أخرى .

و المتأمل في نتائج الحركة يتصور أن وزارة التربية و التكوين قد أنجزت الحركة النظامية في كامل الشفافية خاصة إذا نظرنا إلى عدد المتحصلين على مراكز عمل بالجهة و البالغ عددهم 227 لكن الحقيقة عكس ذلك إذا علمنا أن عدد مراكز العمل المسندة موزعة على 108 مدرسة ابتدائية من جملة 139 مدرسة منشورة بالكتيب للتناظر أي وقع حجب 31 مدرسة لم يقع إسناد مراكزها إلى مستحقيها لكن في قراءة نتائج الحركة يمكن استنتاج ما يلي :

1)أن وزارة التربية و التكوين لا تتعامل بالجدية المطلوبة مع المعلمين و سرعان ما تنقلب على الاتفاقات التي تبرمها مع من يمثلهم و هي النقابة العامة للتعليم الأساسي لذا على القطاع أن يظل يقضا و يحافظ على أهم مكسب من مكاسب القطاع الذي قدم من اجله أسلافنا العديد من التضحيات

2) على عكس ما تدعيه وزارة التربية و التكوين في كل مرة فان الحركة النظامية لم تفرز زيادة على النصاب في الجهة فعدد المعلمين القادمين من جهات أخرى بلغ عددهم 50 معلما و إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد المعلمين المغادرين لجهة بن عروس البالغ عددهم 19 و عدد المعلمين الذين سيحالون على التقاعد في مفتتح السنة الدراسية 2009/2010 و البالغ عددهم 38 و بالتالي فان وضعية الإطار التربوي بالجهة ناقص7.

3) من خلال النتائج يتبين أن اقل مجموع للمتحصلين على مراكز عمل بجهة بن عروس هو 58.5 نقطة و لايمكن لمعلم أن يتحصل على مثل هذا المجموع إلا بعد 20 سنة من العمل على الأقل و بالتالي فان حجب الوزارة لبعض المراكز قد حرمت من خلاله أبناء القطاع من تحسين وضعيتهم المهنية و خاصة حديثي العهد بالمهنة على عكس ما تدعيه في كل مرة .

هذه جملة من الملاحظات حول كيفية انجاز وزارة التربية و التكوين لحركة المعلمين لسنة 2009 بجهة بن عروس و الأكيد أن العديد من التجاوزات حدثت بنفس الدرجة أو أكثر في بقية الجهات لذا فمن واجب النقابة العامة للتعليم الأساسي أن تقوم بدارسة نتائج الحركة دراسة دقيقة و ترد على تجاوزات الوزارة و ذلك لما لهذا المكسب من أهمية على حياة المعلم المهنية و النقابية .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire