06/11/2009

متى ستفتح الافاق العلمية للمعلمين؟

متى ستفتح الافاق العلمية للمعلمين؟

شهد قطاع التعليم الابتدائي خلال السنوات الاخيرة انتداب دفعة جديدة من معلمي التعليم العام من بين المتحصلين على الاستاذية الذي يعتبر مخالفا للفصل 20 من القانون الاساسي الخاص برجال التعليم العاملين بالمدارس الابتدائية و كانت وزارة التربية و التكوين تبرر هذا التجاوز بان الهدف هو تحسين مردود المؤسسة التربوية .فلو كانت وزارة التربية صادقة فيما تدعيه فماذا يمثل عدد المنتدبين بالنسبة لمجموع المعلمين ؟و لماذا لا تقوم بفتح الافاق العلمية للمعلمين ؟

لقد طرح قطاع التعليم الابتدائي مطلب فتح الافاق العلمية منذ اواخر السبعينات وعلى اثر اتفاقية 11 ديسمبر 1981 تمكن من الحصول على الموافقة المبدئية لذلك حيث تقرر بعث لجنة يشارك فيها كل من وزارة التربية القومية و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و النقابة الوطنية للتعليم الابتدائي قصد وضع برامج تكوينية كفيلة بان تفتح الأفاق العلمية و المهنية أمام المعلم وبقي انطلاق التفاوض عالقا إلى حد إمضاء اتفاق 15 مارس 1990 الذي اقر مواصلة التفاوض في هذا المطلب .

وبعد نضال مرير توصلت النقابة العامة إلى إمضاء اتفاق يحقق هذا المكسب بعد 10 سنوات من التفاوض بتاريخ 23 نوفمبر 1991.إن تعامل الوزارة مع هذا المطلب يدل على عدم جديتها في التعامل مع المعلمين و عدم تشجيعها على مواصلة الدراسة .و قد نص الاتفاق على ما يلي :

" تتعهد وزارة التربية و العلوم بداية من أفريل 1992 بفتح الأفاق العلمية لـ 500 معلم من حاملي شهادة الباكالوريا أو ما يعادلها يقع اختيارهم عن طريق مناظرة تنظم للغرض و في نفس الوقت بفتح الأفاق العلمية لكل المعلمين الحاصلين على شهادات جامعية و عددهم 1700 و يكون ذلك في الاختصاصات التالية : عربية – تاريخ و جغرافيا – فرنسية – رياضيات

و عملا على تحسين طاقة الاستيعاب تتعهد الوزارة بالنسبة إلى السنة المقبلة 1992 -1993 بان تكون جملة المعلمين الدارسين 2200 معلم.

و في أخر سنة 1992 – 1993 تتم عملية تقييم التجربة و إمكانية دعمها كما و كيفا .

و إلى جانب ذلك تتعهد وزارة التربية والعلوم بفتح مشاورات مع الجامعات المختصة لدرس إمكانية تنظيم دروس ليلية أو بالمراسلة لأسرة التعليم الابتدائي و ذلك في الاختصاصات غير المتوفرة في المعهد الأعلى للتربية والتكوين المستمر و المفضية إلى أفاق تشغيل مؤملة. و تنعقد بعد شهرين جلسة بين الوزارة و النقابة للنظر في نتائج هذه المشاورات و تقييمها.

تمكن الوزارة المعلمين حاملي الديبلوم التقني أو ما يعادله من الدراسة قصد التأهل لاجتياز امتحان السنة السابعة خاصة أو الباكالوريا .

و تمكن المعلمين الذين لا يحملون الديبلوم التقني أو ما يعادله من اجتياز امتحان سنوي للحصول على هذا الديبلوم أو ما يعادله علميا ."

لكن ما أثبتته التجربة هو أن الوزارة تنفرد بإجراء الاختيار للملفات بدون معايير موضوعية و بإقصاء كلي للطرف النقابي إلى جانب ذلك فان هذه المناظرة لم تفتح منذ 2004.

واعتبارا للانعكاسات الايجابية لما يتلقاه المعلم من معارف على مردوده التربوي فانه من المتأكد اليوم المطالبة بفتح الأفاق العلمية للمعلمين سنويا لكل راغب كما يجب ان يكون التكوين جهويا لتجنيب المعلمين مصاريف التنقل و المبيت و ضرورة تنويع الاختصاصات مع العلم انه لا يكلف الدولة مصاريف مالية زائدة بل بالعكس فان مشاركة المعلمين في فتح الأفاق العلمية يوفر لها موارد مالية إضافية من خلال تسديد معلوم التسجيل لكل وحدة تعليمية ..

و لماذا تحدث وزارة الاشراف رتبة استاذ مدارس ابتدائية ولاتفتح الافاق العلمية للمعلمين ؟ ففي هذه الحالة تعتبر رتبة استاذ مدارس ابتدائية شكلية لذا على القطاع النضال لاسترجاع هذا المكسب المسلوب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire