06/11/2009

كيف تكون الأيام التكوينية مجدية للمعلمين و للمنظومة التربوية ؟

كيف تكون الأيام التكوينية مجدية للمعلمين و للمنظومة التربوية ؟

حرصا من وزارة التربية و التكوين على تحسين أداء المنظومة التربوية فإنها تنظم أياما تكوينية للمعلمين فتكون هذه الأيام التكوينية خلال العطل في شكل تكوين نظري يمتد لمدة أيام متتالية كما يكون التكوين خلال أيام من السنة الدراسية تخصص هذه الأيام لحضور درس شاهد و الهدف منه التعرف على طريقة تنشيط حصة تعلمية تعليمية أو حصة علاج أو دعم لإحدى المستويات أو عند إحساس السيد المتفقد بان صعوبة ما متفشية في الدائرة الراجعة الىه بالنظر.
و لانجاز ذلك فان السيد متفقد الدائرة يطلب من إحدى المعلمين بتقديم الدرس بحضور المعلمين المعنيين .و استعدادا للعمل الذي طلب منه فان المعلم يسعى إلى إعداد أكثر ما يمكن من الوثائق و الوسائل و في بعض الأحيان يعد المتعلمين إلى اليوم المحدد أما أثناء الانجاز فيختار المعلم مجموعة من متعلمي فصله و يحضر المعلمون المعنيون و السيد المتفقد الذي يوزع عادة على المعلمين شبكة لتقييم الدرس المقدم التي تتعلق في اغلبها بأداء المعلم أثناء هذا الدرس دون غيره .يقدم الدرس في زمن غير محدد ثم بعد خروج المتعلمين يفسح المجال إلى المعلمين لمناقشة الدرس الذين عادة ما يسقطون في فخ نقد المعلم دون غيره فتجد المعلم الذي قدم الدرس كأنه في محاكمة و يضطر إلى الدفاع عن نفسه و يهملون عناصر أخرى لابد من مناقشتها .
و هنا أود أن أسوق بعض الملاحظات حول طريقة تنشيط الأيام التكوينية.فمن خلال الإعلام المسبق لتقديم الدرس فان المعلم سيحاول تجاوز العديد من الثغرات و يعد المتعلمين لذلك قبل الموعد فبالتالي يكون الدرس في شكل مسرحية لفائدة منه. كما أن إعداد المعلم من وثائق و وسائل سيكون بأكثر ما يمكن من الإتقان كما إن توزيع السيد المتفقد إلى شبكة التقييم فان هذا التقييم سيكون موجها إلى جانب معين و هو المعلم و يهمل العناصر الأخرى المساهمة في نجاح أو فشل الدرس على حد السواء.أما بالنسبة للمتعلمين المشاركين فيسعى المعلم إلى اختيار أفضلهم لإنجاح الدرس و بذلك نهمل عناصر أخرى مهمة و هو الاكتظاظ و كيفية اعتماد البيداغوجيا الفارقية في تنشيط الحصص التي عادة ما نجدها كملاحظات في تقارير التفقد .
كما لا يمكن أن نهمل حضور المعلمين بالفصل في ذلك اليوم و ما له من تأثير على نفسية المعلم و المتعلمين .إلى جانب ذلك فان أسباب الفشل في العملية التربوية متعددة و متداخلة لا يمكن أن يتحملها المعلم بمفرده فمنها ما يتعلق بالمدرسة كظروف العمل و الاكتظاظ و استعداد المتعلم و محتوى المادة و طريقة العمل و منها ما يتجاوزها كالأسباب الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية.
و حسب اعتقادي لكي تكون هذه الدروس مجدية و مفيدة للوقوف على الأسباب الحقيقية للفشل المدرسي فانه يجب مراجعتها من حيث التقديم و طريقة النقاش . و يمكن أن نشاهد درسا مسجلا من الواقع . فيمكن للسيد المتفقد التوجه إلى أي مدرسة مصحوبا بالة تسجيل و يقوم بتسجيل درسا يقدمه المعلم في الظروف العادية بالإمكانيات المتوفرة و بحضور كافة المتعلمين و الذين سيكونون من مستويات مختلفة و نجنبهم الخوف أو الخجل لهم أو للمعلم بالحضور الكثيف للمعلمين كما لا يمكن أن ننسى ضرورة احترام التوقيت المخصص للمادة و بعد ذلك يقدم الدرس المسجل إلى المعلمين الذين سيناقشونه من كل الجوانب و الوقوف على أسباب الفشل أو النجاح و تحميل كل طرف مسؤوليته في النجاح كما في الفشل و لتجنب التقييم الموجه فانه من المستحسن أن يقع تعيين مقرر لتسجيل كل الملاحظات التي تساق خلال اللقاء و يمكن أن يرفع تقرير إلى وزارة الإشراف لكي تتعرف على الصعوبات التي تعيق العمل التربوي .
و استنادا للملاحظات التي وقع التوصل إليها يقوم السيد المتفقد بتسجيل درسا آخر مع الأخذ بعين الاعتبار ما تقدم من ملاحظات و الوقوف على صحتها و تحديد المسؤوليات في عرض آخر للدرس الثاني.
فبهذه الطريقة يمكن أن نقلص من أسباب الفشل في العمل التربوي و نقف على الأسباب الحقيقية و نخفف من الاتهامات الموجهة إلى المعلم و يمكن أن نحدد مسؤولية كل طرف من الأطراف المتدخلة في العملية التربوية.و هكذا يمكن أن تكون الأيام التكوينية مجدية للمعلمين و للمنظومة التربوية .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire