06/11/2009

حتى لا ترتكب وزارة التربية و التكوين أخطاء السنوات الفارطة

حتى لا ترتكب وزارة التربية و التكوين أخطاء السنوات الفارطة

يهدف التقييم ألتحصيلي و يمكن أن يسمى الاشهادي أو الجزائي إلى التثبت من مدى تملك المتعلم للكفاية للحكم عليه بالنجاح أو بالإخفاق وهو إجراء يرمي إلى الحكم على درجة تحقق التعلم الذي يتوخاه المتعلم أو البرنامج أو مجموعة من المقاطع المنجزة في آخر الثلاثي أو في نهاية السنة الدراسية .

و قد اختارت وزارة التربية والتكوين أن تكون اختبارات تقييم مكتسبات تلاميذ السنوات السادسة وطنيا للراغبين في الالتحاق بالمعاهد النموذجية و السنة الرابعة جهويا التي سيقع إلغاؤها انطلاقا من السنة الدراسية 2009/2010 تشرف على إعدادها لجان وطنية و جهوية تتكون من خيرة إطارات وزارة التربية و التكوين.

و للتذكير فان من خصائص وضعيات التقييم الجيدة احترام مبدأ الدلالة و التمييز و قاعدة الثلثين إلى جانب الصدق و الثبات و ضمان الصلوحية و المصداقية .

سأحاول سحب هذه المبادئ على اختبار السنة الرابعة من التعليم الأساسي الذي قدم من طرف الإدارة الجهوية للتربية و التكوين ببن عروس للوقوف على مدى احترام هذا التقييم للمبادئ السابقة الذكر و هل أن إطارات الوزارة متمكنة من شروط العمال بالكفايات ؟ .

1)احترام مبدأ الدلالة

يعرف منظروا التربية أن الدلالة تعني أن تكون الوضعيات المقدمة مناسبة للنمو الذهني للمتعلمين و مناسبة و مرغبة في الأعمال المطلوبة و محركة للخيال إلى جانب ذلك يجب أن تكون مستمدة من واقع المتعلم و مثيرة لاهتماماته و تضعه أمام تحد .

وسأحاول كشف مدى التزام وزارة التربية و التكوين بهذه المبادئ انطلاقا من الوضعيات المقدمة في اختبار السنة الرابعة في مادة الرياضيات المقدم بجهة بن عروس خاصة التمرين رقم 1 و المتمثل في ما يلي :

و من خلال ذلك يتبين لنا أن وزارة التربية و التكوين لم تراع أي مبدأ من المبادئ السابقة الذكر و ما عليها إلا أن تتدارك ذلك في المستقبل لكي تكون وفية لما تروجه لتلميع صورة الكفايات الأساسية.

2) احترام قاعدة الثلثين و 75℅

من خصائص التقييم الجيد أن يخضع إلى قاعدة 2/3 وهو يعني أن يقع تقييم المتعلم في كل معيار من معايير الحد الأدنى في ثلاث فرص على الأقل أو مضاعف لثلاثة و ذلك بهدف تحاشي الإخفاق غير الدال و النجاح الغير الدال و لو نطبق هذا على اختبار السنة الرابعة للسنة الفارطة في مادة الإنتاج الكتابي فإننا نلاحظ أن لجنة إعداد الاختبارات لم تحترم هذا المبدأ.فمعيار 1 و 2 لم نوفر للمتعلم إلا فرصتين فقط.

أما قاعدة 75℅ فتعني أن ¾ الاختبار تتعلق بمعايير الحد الأدنى أي بالمكتسبات المستوجبة للشروع في التعلمات اللاحقة و 25 ℅ من بنود الاختبار تتعلق بمعيار التميز ينسحب هذا على إسناد الأعداد و لو سحبنا ذلك على نفس تقييم الإنتاج الكتابي فإننا نلاحظ أن هذا المبدأ لم يقع احترامه حيث تمثل أعداد معايير الحد الادني 87.5℅ و أعداد معيار التميز لا يمثل إلا 12.5 ℅.

فلماذا تطالب وزارة التربية و التكوين المعلمين باحترام ذلك و هو أول من يدوسه.؟

3)ضمان الصلوحية و المصداقية و التمييز

لضمان صلوحية و مصداقية الاختبار يجب فصل المعايير بعضها عن بعض حتى لا يؤدي إخفاق التلميذ في احدهما إلى إخفاق آليا في معيار آخر أو أكثر و ذلك لتجنب الإخفاق الغير الدال كما يجب التدقيق في المعايير لضمان مصداقية الإصلاح .

أما بالنسبة للتمييز فان من واجب الاختبار أن يكون قادرا على التمييز بين المتعلمين للتعرف على مدى تملك المتعلم للكفاية.

و سنتثبت من مدى احترام كل هذه المبادئ من خلال تمارين إخبار القراءة .

التمرين عدد4

التمرين عدد5

بالنسبة للتمرين عدد 4 فان مقاييس الإصلاح تعتمد كما يلي :

*التلميذ الذي لم يضع علامة أمام الجملة رقم 1 يتحصل عل نصف نقطة .

* التلميذ الذي وضع علامة أمام الجملة رقم 2 يتحصل على نصف نقطة.

* التلميذ الذي لم يضع علامة أمام الجملة رقم3 يتحصل على نصف نقطة .

و انطلاقا من ذلك فالتلميذ الذي يضع علامة أمام الجملة رقم 2 يتحصل على نقطة و نصف أما التلميذ الذي يضع العلامة أمام الجملة الأولى أو الثالثة فانه يتحصل على نصف نقطة رغم أن إجابته خاطئة أما إذا لم يجب المتعلم عن السؤال أي انه لم يضع علامة أمام أي جملة فانه يتحصل على نقطة فهل يعقل هذا؟

متعلم يجتهد و يجيب إجابة خاطئة يتحصل على نصف نقطة و آخر لا ينجز أي عمل يتحصل على نقطة .هل بهذه النوعية من التمارين يكون الاختبار موضوعيا و قادرا على التمييز بين المتعلمين ؟

أما بالنسبة للتمرين رقم 5 و المتعلق بترتيب 3 حسب تعاقبها في الزمن و حسب مقاييس الإصلاح فانه:

*يتحصل المتعلم على نصف نقطة إذا وضع 2 أمام الجملة رقم واحد .

* يتحصل المتعلم على نصف نقطة إذا وضع 1 أمام الجملة رقم 2.

* يتحصل المتعلم على نصف نقطة إذا وضع 3 أمام الجملة رقم 3.

فالتلميذ الذي يرتب الأحداث ترتيبا سليما يتحصل على نقطة و نصف.و إذا وضع المتعلم 1 أو 2 أو 3 أمام كل الأحداث فانه يتحصل على نصف نقطة رغم انه لا يدرك التسلسل الزمني للأحداث.

و حسب رأي لضمان المصداقية و القدرة على التمييز بين المتعلمين كان على وزارة التربية أن تعتبر كل تمرين فرصة واحدة للمتعلم سواء في التمرين عدد4 أو 5.

إن الأخطاء التي ترتكبها وزارة التربية و التكوين في صياغة الاختبارات ساهمت بشكل أو بآخر في تدني مستوى المتعلمين لعدم قدرة هذه الاختبارات على تقييم المتعلمين تقييما سليما التي ساهم في إعدادها خيرة إطارات الوزارة و لذلك فمن واجبها مراجعة كيفية صياغة الاختبارات لتجنب الأضرار التي تلحقها بمستوى أبناء الشعب.

و في الأخير ما يمكن استنتاجه هو إن إطارات وزارة التربية و التكوين غير متمكنين بمبادئ العمل بالكفايات و هذا طبيعي جدا باعتبار إن المشروع مستورد و غير مناسب لظروف العمل في مدارسنا و لتجنب الانعكاسات السلبية لطريقة العمل الحالية يجب صياغة برنامج عمل جديد يتلاءم و ظروف عملنا تشارك في صياغته المعلمات و المعلمون عبر هياكلهم النقابية .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire