21/01/2010

وجهة نظر رقم 12 حول تقييم نتائج مؤتمر التعليم الثانوي (*) :

وجهة نظر رقم 12 حول تقييم نتائج مؤتمر التعليم الثانوي (*) :

مؤتمر التعليم الثانوي ولعبة القوائم الانتخابية أو الأخطاء البدائيّة لبعض "المناضلين" - "لنحذر الانتهازيّة"

20 جانفي 2010

نقابي ثاني من قطاع التعليم الثانوي

انفضّ المؤتمر وبرزت عديد الكتابات و النصوص التحليلية التقييمية عبر "النات" انصبّ جلّها على نقد ما سمّي بـ " القائمة النقابية المقربة من البيروقراطية " وسعى أصحاب تلك الكتابات إلى إبراز التشكيلة الحائزة على أغلب الأصوات في صورة شيطانية وهو أمر لا يستقيم مطلقا إذ لا ننكر أن في تلك القائمة وجوها نقابية معروفة على الساحة النقابية راكمت تجربة لا يستهان بها. ومن جهة أخرى لم نر كتابات تقييمية لـ "القائمة المعارضة " وفي غياب قراءة نقديّة موضوعية نجد شيئا من التحامل على القائمة الفائزة وهو أسلوب مرفوض مهما كان الطرف المعني به.

من الغريب أن تتشابه الأرضيات والبرامج بين مختلف الأطراف وكذلك التصورات أحيانا في هذا المؤتمر وهو أمر مستغرب من قطاع يزخر بالطاقات السياسية المتباينة تعجز على بناء مشروع نقابي نضالي. ويرجع ذلك في نظرنا إلى الخلافات السياسية و النقابية و استحقاقات المركزية النقابية التي طالما سعت إلى تدجين القطاع وتوظيفه وهي تسعى في هذه المرحلة السياسية والنقابية المعقدة إلى استجلاب أطراف جديدة كانت في مرحلة ما متباينة معها لكنها "عدلت" بوصلتها واستجابت مع أطراف أخرى إلى تحقيق بعض المصلحة رافعة شعار" الوقوف على الربوة أسلم" أحيانا و " مصلحتي مع من يمكنني من موقع " ؟؟؟ وقد اختارت المركزية من هم أقلّ " تطرّفا " في الموقف و الممارسة وحتى إن كانوا "متطرّفين" في الخطاب وهو وضع يذكّرنا بحقبة التسعينيات مع الفوارق النوعيّة بين تلك المشاريع والمعارك لأن الموقف من البيروقراطية لم يتغيّر جوهريّا وصارت ازدواجية الخطاب منهجا.

وفي تقييمنا لأداء ما سمّي بقائمة النضال النقابي الديمقراطي وجدناها مهزوزة في عدة جوانب من أهمّها نوعيّة العناصر الذين شكّلوا القائمة من حيث إشعاعهم وتأثيرهم النقابي والسياسي فالسادة الطيب بوعائشة و زهبر العيدودي وحمادي بن ميم معروفون في الساحة النقابية دون شكّ وكلّهم كانوا أعضاء بالنقابة العامة في فترات متفاوتة لكن إشعاعهم يبقى ضعيفا وإقناعهم محدودا إذا استثنينا أوساط النقابيين المسيّسين أما بقيّة مرشّحي القائمة فهم قليلو التجربة النقابية القطاعية وليسوا معروفين لدى النواب كما أن أغلبهم ليسوا نوابا في هذا المؤتمر في حين أن مرشّحي القائمة الثانية كلهم نواب في المؤتمر وكان تأثيرهم أكبر إضافة للتنسيق المحكم داخل تلك القائمة. لقد اشتملت القائمة الثانية على 8 مرشحين فقط ؟؟؟ وهو مؤشر أوصل رسالة سلبيّة وأضعف حظوظ المترشحين فكيف يغيب عن أصحاب القائمة هذا المشكل ؟ لماذا لم تحرص تلك المجموعة على بناء قائمة متكاملة وبعناصر ذات إشعاع والحال أن الساحة النقابية ثريّة بالمناضلين القادرين على الإضافة في ذلك التحالف ؟ لقد أضعفت تلك القائمة من حظوظها منذ أصرّ أصحابها على تجاوز عضو سابق من النقابة العامة وهو فرج الشبّاح داخل ذلك التحالف لأنه كان سيحقّق الإضافة ويعدّل التوازن ونحن لا نرى أين الحكمة في ذلك القرار الذي اعتبره البعض قرارا " طفوليا " لأنّ الشبّاح قطع مع المسار الأول بوضوح ومبدئية تبلور ذلك القطع وتجسّد في كلّ المحطّات النقابية التي تلت مؤتمر المنستير إضافة إلى دوره النقابي والسياسي الحاسم في الدفاع عن توجّه ديمقراطي مناضل خلال المؤتمر وداخل النقابة العامة على إثر التجاذبات البيروقراطية حين اختار شقّ من النقابة العامة خطّ المهادنة والمسايرة للبيروقراطية النقابية التي شرعت في تصفية النقابيين . كان ينبغي على أصحاب التحالف أن يتجاوزوا الحسابات الضيّقة وأن يحذروا التقاطع موضوعيا مع الأجندا البيروقراطية بتنفيذ الفيتو المسلط على السيد فرج الشبّاح. من ناحية أخرى لماذا بقيت القائمة منقوصة (8 مرشحين فقط) ولم يتوصلوا إلى إقناع السيدة سهام بوستة الجويني المرشّحة الأوفر حظّا للفوز والتي تتمتّع بمصداقية كبيرة لدى نواب المؤتمر في القطاع ناهيك أن أغلبهم لاموها على سحب ترشّحها وعدم قبولها بالدخول للقائمة الأولى وكذلك القائمة الثانية من منطلق قناعاتها النقابية ورفضت العروض المقدّمة لها لما لمست فيها من انتهازية وابتعاد عن الأهداف النضالية. لقد كان أغلب النواب مقتنعين ومن زوايا نظر مختلفة أن السيدة سهام بوستة عنصر نقابي تستحقّ أن تكون عضوة نقابة عامة بديلة عن السيدة نعيمة الهمامي التي نتقدّم لها بالتهاني بالمناسبة رغم اختلافنا معها.

لقد كانت خسارة قائمة " النضال النقابي الديمقراطي " أكبر من " خسارة " فرج الشبّاح وسهام بوستة. و فوّت ذلك التحالف فرصة حقيقة للانتصار النسبي ومحافظة المعارضة النقابية على وجود مؤثّر داخل المكتب النقابي لو غلب أصحاب تلك القائمة المصلحة الموضوعية للخط المناضل داخل الاتحاد وخارجه لمواصلة العمل على وتيرة نقابية أفضل تدعّم المسار الذي تشكّل في مؤتمر النقابة العامة للتعليم الأساسي وبعض التشكيلات النقابية الأخرى. ومن ناحيته نجح الخط البيروقراطي في القطاع في التخلّص من قوّة نقابية كان يمكن أن تساعد على دعم التوجه الممانع في وجه الطغمة البيروقراطية التي بدأت تتوسّع وتأكل كل مناضل ممانع ومناهض للخطّ السائد خطّ المهادنة والتفريط في مصالح العمال والديمقراطية وللآسف وجدت في القطاع أطرافا صاعدة مستعدة رغم خطابها الثورجي للدفاع على مشاريع البيروقراطية مقابل بعض المكاسب المحدودة والآنية.

نقابي ثاني من قطاع التعليم الثانوي

(*) إعلام من منتدى " الديمقراطية النقابية و السياسية "

مع نهاية مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي سينشر منتدى " الديمقراطية النقابية و السياسية " كلّ البيانات و المقالات النقدية التي ترد عليه من مختلف الفرقاء تحت باب " وجهة نظر حول تقييم نتائج مؤتمر التعليم الثانوي " على شرط أن تتناول الشأن النقابي العام و لا تتضمّن مسّا بالحياة الخاصّة أو الشخصية للمعنيين أو ثلبا مجانيّا مع التنبيه المسبّق إلى أنّ ما سننشره لا يعكس بالضرورة وجهة نظرنا و لا يلزم إلاّ أصحابه

المنسق العام

المصدر : منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية "

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire