02/01/2010

ماذا يحدث في إتحاد الشغل: تجريد... عرائض... احتجاجات : أي مصير ينتظر المنظمة العمالية؟

ماذا يحدث في إتحاد الشغل: تجريد... عرائض... احتجاجات : أي مصير ينتظر المنظمة العمالية؟

سفيان الشورابي

تكثفت في الآونة الأخيرة احتجاجات القواعد النقابية في صلب الإتحاد العام التونسي للشغل ضد ما اعتبروه تغول المركزية النقابية و تقلص فضاءات الحوار الدّيمقراطي, و شهدت بعض الجهات اجتماعات ميدانية تطالب بإحترام قوانين إتحاد الشغل و التراجع عن بعض القرارات التي تم اتخاذها بشكل فوقي, و اعتبر البعض أن المركزية النقابية تسعى الى ايجاد أرضية ملائمة تتيح لها التراجع عن القرار "التاريخي" الذي تم اتخاذه خلال مؤتمر المنستير سنة 2006 و الذي ينص على تحديد مدة نيابة أعضاء المكتب التنفيذي الوطني بدورتين اثنتين فقط, فماهو مصير اتحاد الشغل الذي كان يعد احدى القوى الأساسية المدافعة عن الديمقراطية و العدالة الإجتماعية في تونس؟

توتر الأوضاع النقابية بجهة صفاقس أثار خلال الأسابيع الماضية انتباه نقابيي اتحاد الشغل, حيث أصدر المكتب التنفيذي الوطني يوم 2 ديسمبر الجاري قرارا بالإيقاف عن العمل النقابي ضد أعضاء الهيئة الإدارية الجهوية بصفاقس و المجلس الوطني, محمد المثلوثي (الكاتب العام للنقابة الأساسية للمالية) و حسن المسلمي(الكاتب العام للنقابة الأساسية للتجهيز و الإسكان) لمدة 4 سنوات و نعمة النصيري(الكاتبة العامة للعدلية) لمدة سنتين و ذلك بناء على مقترح من المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس.

ورد في قرار تجميد نعمة النصيري أنها (استعملت العنف اللفظي و المس من كرامة النقابيين و عدم الإلتزام و تجاوز قرارات الإتحاد و عدم احترام الهياكل النقابية المسيرة و ضرب وحدة الإتحاد و شق صفوفه) و كان المجمدون قد أحيلوا على لجنة النظام الجهوية بصفاقس أيام 9 و 10 و 11 نوفمبر الماضي حيث حضر المجمدون بمكتب الكاتب العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي بالإتحاد الجهوي من أجل اطلاعهم على ملف القضية مثلما ينص عليه النظام الداخلي, الا ان الكاتب العام المساعد رفض اطلاعهم على كامل الملف و اكتفى فقط بالسماح لهم بالإطلاع على تقرير الإحا لة المصاغ من طرفه.

و قالت نعمة النصيري انها رغم تلك الإخلالات امتثلت للحظور امام لجنة النظام الداخلي و طالبت بتأجيل الجلسة الى موعد لاحق لتتمكن من الإطلاع على الوثائق و المستندات المضمنة بملف القضية, الا ان المطلب رفض في نفس يوم تاريخ الجلسة,و تلك الخروقات القانونية لم تشفع لها الى جانب النقابيين الآخرين من ممارسة حقها في النشاط النقابي.

و احتجاجا على ذلك وقع اكثر من 800 نقابي و ناشط حقوقي على عريضة بعنوان"دفاعا عن ديمقراطية العمل النقابي و تصديا للعنف و التجميد المسلط على النقابيين" و طالبت "بالغاء قرارات التجميد المتخذة ضد نقابيي صفاقس و كل الجهات... و بحفظ كل الملفات المماثلة و الغاء العقوبات المتخذة ضد كافة النقابيين المحالين على لجان النظام على خلفية دفاعهم عن حرية التعبير..."

زغوان

و في السياق ذاته أصدرت لجنة النظام الوطنية قرارا يقضي بحرمان النقابي ابراهيم بن قبلي من تحمل المسؤولية في المكتب لسنتين. و احتجاجا على ذلك نظم بعض الكتاب العامون للنقابات الأساسية بالجهة يوم 4 ديسمبر اجتماعا عاما بمقر الإتحاد الجهوي و طالب برفع العقوبة عن ابراهيم بن قبلي وهو ما اغضب المكتب الجهوي الذي رفع تقريرا الى الأمين العام لإتحاد الشغل عبد السلام جراد في حق عدد من منظمي الإجتماع مطالبا "باحالتهم على لجنة النظام"

و الوضع النقابي بزغوان رغم ضعف ثقله ضمن التجاذبات في صلب الإتحاد مضطرب للغاية , حيث ذكرت مصادر نقابية ان مؤتمر نقابة التعليم الأساسي بزغوان خلال شهر ديسمبر الجاري شهد مخالفات عديدة على غرار عدم وجود لجنة تشرف على المؤتمر و عدم وجود مراقبين للصناديق اثناء الإنتخابات و الفرز و غياب الخلوة من كل مكاتب التصويت الخ... وهو نفس ما حصل بالنسبة لمؤتمر النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببئر مشارقة في أفريل 2009 حيث افاد النقابي نور الدين الهمامي انه قدم طعون و في المؤتمر متعلقة بغياب الخلوة و عدم خضوع القائمات للترتيب الأبجدي و حمل صندوق الإنتخابات الى مقر الإتحاد الجهوي بزغوان دون استئذان من الاتحاد المحلي مرجع النظر و عوض النظر في تلك الطعونات اقرت لجنة النظام الوطنية بتجريد نور الدين الهمامي من النشاط النقابي مدة 5 سنوات.

سليانة

الوضع لا يختلف بجهة سليانة حيث ان صعود قيادة عرفت بالإستقلالية الى قيادة الإتحاد بسليانة لم يثر الكثير من الإعجاب , بقي الكاتب العام للإتحاد الجهوي مدة 6 أشهر بلا تفرغ نقابي لمهامه وهو ما لم يحدث في السابق مع اي كاتب عام لإتحاد جهوي.

بنزرت

وفق ما اعتبروه تجاوزا للفصل 21 للنظام الداخلي للإتحاد وقع نقابيو الجهة على عريضة تطالب بعقد المؤتمر العادي للإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت بعد ان انتهت ولاية المكتب التنفيذي الجهوي منذ شهر ماي 2009 و طالبوا المركزية النقابية بانجاز المؤتمر في اقرب الآجال.

نابل

رغم استبشار بعض النقابيين بانتخابات اعضاء المكتب التنفيذي خلال مؤتمر جويلية 2008 فان آمال القواعد النقابية لم تلبث ان تلاشت , حيث طالب نقابيون بوقف "تواطؤ" الإتحاد الجهوي في عمليات تسريح العمال, و سجلوا ان منخرطي الإتحاد الجهوي للشغل بنابل عند عقد مؤتمره الواحد و العشرين بلغ 20 الف نقابي نزل عددهم عند عقد الهيئة الإدارية الجهوية الأولى في شهر أوت 2009 الى 10 آلاف حسب تقرير الإتحاد الجهوي.

جامعة الفلاحة

في سابقة هي الأولى من نوعها , أعلن عدد من النقابيين في صلب جامعة الفلاحة عن عدم ترشحهم في انتخابات المكتب التنفيذي المنعقد يوم 21 ديسمبر ك"موقف احتجاجي رافض للممارسة الاّديمقراطية" و عدد المحتجون عمليات خرق القوانين التي من بينها عدم عقد المكتب التنفيذي للمجلس القطاعي مثلما ينص عليه الفصل 15 من النظام الداخلي و عدم احترام تراتيب عقد مؤتمرات النقابات الأساسية على غرار تعليق بلاغ عقد المؤتمر بعد فوات آجال الترشح بالنسبة للنقابة الأساسية للإدارة العامة للسدود و الأشغال المائية الكبرى و عدم تعليقه بالنسبة لمؤتمر النقابة الأساسية للمصالح المركزية بوزارة الفلاحة.

النقابة الأساسية لعملة الأرض بالخطوط التونسية

من جهتها تعيش النقابة الأساسية لعملة الأرض بالخطوط التونسية توترا اثر احالة كاتبها العام رشيد ساسي امام اللجنة الوطنية للنظام الداخلي . و قال رشيد ساسي انه تمت دعوته يوم 4 ديسمبر للمثول امام اللجنة بصفته كاتبا عاما مساعدا بالإتحاد الجهوي للشغل خلافا للدعوة التي كان تلقاها سابقا و استجاب لها و الصادرة بصفته كاتبا عاما للنقابة الأساسية لعملة الأرض بمجمع الخطوط التونسية و ذلك اثر تقرير فاقد للتعليل من أعضاء المكتب النقابي كان المكتب التنفيذي الجهوي قد فند كل الإدعاءات التي تضمنها رافضا القيام بأي تحوير في المسؤوليات و طالب ساسي بالتراجع عن هذه الإحالة.

الديمقراطية أولا و آخرا

هل ان هذه الإضطرابات التي تعيشها هياكل الإتحاد هي مؤشر حسب البعض لتراجع مساحات الحرية و تقبل الراي المخالف في حين يروج البعض الى ان ما يحدث يتنزل بالأساس في اطار عمليات تصفية لجميع معارضي تحوير القانون الوطني لإعادة الترشح مرة اخرى و تصفية كل نفس معارض استعدادا لتحوير القانون الأساسي كي يفسح المجال امام الأعضاء , ام انها - كما تقول القيادة- مجرد اجراءات تأديبية الهدف منها فرض الإنضباط داخل المركزية النقابية و احترام الهياكل و الإلتزام بأهداف الإتحاد حتى لا يزيغ عن المهمة الموكولة له في الدفاع عن الحقوق المعنوية و المالية للشغالين؟

و ما هو مصير اتحاد الشغل في قادم الأيام؟

المصدر : الطريق الجديد ليوم 26 ديسمبر 2009

المصدر : إعادة نشر منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية "

الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire