18/01/2010

وجهة نظر رقم 8 حول تقييم نتائج مؤتمر التعليم الثانوي (*) :

وجهة نظر رقم 8 حول تقييم نتائج مؤتمر التعليم الثانوي (*) :

هـل يعيد التاريخ نفسه ؟

تونس في 18 جانفي 2010

نقابي من قطاع التعليم الثانوي

انتهى مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوى وأفرز نتائج اختلفت القراءات لها وتعدّدت المواقف منها باختلاف وتعدّد المرجعيّات النقابية / السياسية لأصحابها من ناحية وبتعدّد واختلاف زوايا النّظر من ناحية ثانية. والأكيد أنّ تقييما شاملا للمؤتمر ونتائجه تتطلّب دراسة متأنّية وعميقة في علاقة بعدّة محاور إلاو أنّنا سنكتفي في هذه المساهمة الأوّلية بمحاولة رصد الدّور الذي لعبته القيادة البيروقراطية للاتحاد في هذا المؤتمر اعتبارا لخطورة هذا الدّور وأهميّته في تحديد النتائج وانعكاسها المباشر على مستقبل العمل النقابي داخل القطاع والاتحاد.

بداية لا بدّ من الإشارة إلى حقيقة موضوعية لا يختلف فيها إثنان وهى وجود رؤيتان مختلفتان جوهريا – بل ومتناقضتان – داخل الرأي العام النقابي وخاصة القطاعي منه، ترى الأولى أنّ البيروقراطية – كتيّار داخل الحركة النقابية – والمكتب التنفيذي – كتعبيرة مكثّفة لخياراتها تدخّلت بقوّة لتؤثّر في مصير المؤتمر في حين تعتبر الرؤية الثانية أن المؤتمر تمّ إنجازه باستقلالية تامّة عن إرادة المكتب التنفيذي. ورغم أنّ الجزم بصحّة هذا الرأي أو ذاك قد يتطلّب البحث في عدّة عناصر متداخلة ك- الديناميكية النقابية الداخلية للقطاع / الحسابات النقابية والسياسية للأطراف الفاعلة في القطاع / نتائج الدورة النيابية الماضية / الاستحقاقات النقابية والتحديات المطروحة على الحركة النقابية / تعمّق الأزمة الاقتصادية والسياسية بالبلاد و انتظارات السلطة للدّور الموكول للمكتب التنفيذي في علاقة بهذه المسألة / الصراعات التي تشق أجنحة البيروقراطية -. رغم كلّ هذا فإنّ رصد الدّور الذي لعبته قيادة الاتحاد في مؤتمر الثانوي يتطلّب ضرورة طرح جملة من الأسئلة تعتبر الإجابة عليها بكلّ تجرّد وموضوعية حلقة رئيسية وضرورية للإقناع بمدى وجاهة وصحّة هذا الرأي أو ذاك وهذه الأسئلة هي :

1) هل يمكن أن نقبل بالرأي القائل أن قيادة الاتحاد بقيت خارج اللعبة في مؤتمر الثانوي في الوقت الذي حاولت فيه بكلّ طاقاتها وبكلّ أساليبها الفعل في نتائج مؤتمرات كافة الهياكل الوسطى الأخرى – اتحادات جهوية / نقابات عامة / جامعات عامة – بل تدخّلت حتّى في مؤتمرات عديد الفروع الجامعية والنقابات الأساسية ونسوق على سبيل الذّكر لا الحصر مؤتمر النقابة الأساسية للفولاذ ببنزرت وما نتج عنه ؟

2) هل تقبل فكرة حياد هذه القيادة تجاه مؤتمر الثانوي أي تجاه هيكلة أهمّ القطاعات من حيث عدد المنخرطين ومن حيث التنوّع الفكري والسياسي لتركيبته وكذلك من حيث تأثيره في الجهات وباقي القطاعات ؟

3) لماذا رفضت القيادة تمكين القطاع من عقد مؤتمره في شهر سبتمبر ؟ هل يعود السّبب في ذلك إلى مجرّد شكليّة تتعلّق برزنامة الهيكلة أم إنّ المسألة أعمق من ذلك بكثير وهى تتعلّق بمحطّة الانتخابات وبعدم جاهزيّة التوليفة كما تراها البيروقراطية ؟

4) كيف يمكن لنا أن نفسّر استهداف البيروقراطية لعضوين من المكتب السابق – فرج الشبّاح و الطيّب بوعائشة – منذ سنتين ؟ ألا يعتبر ذلك خطوة أولى في اتّجاه التخلّص منهما خلال المؤتمر الأخير ؟ و كيف نفسّر صمت المكتب السابق على ذلك الاستهداف ؟

5) ما هيّ مبرّرات إقصاء فرج الشبّاح من القائمة الرسميّة رغم وجوده ضمن ذات القائمة في 2005 و على نفس أرضيّة العمل إضافة إلى أنّ مردوده لم يكن أسوأ من غيره خلال الفترة المنقضية ؟

6) كيف يمكن أن نفسّر نجاح عناصر كانت لفترة قريبة محلّ فيتو – رفض قطعي – من طرف أغلب الناجحين و من الذي فرض وجودها داخل التّشكيلة المنتخبة – المقصود هنا نعيمة الهمّامي - ؟ كذلك من فرض تواجد أحمد المهوّك ضمن القائمة الرسميّة ؟

7) من وقف وراء ترشّح عبد الرحمان الهذيلي للكتابة العامة و تمسّكه بالحصول عليها إذا لم يكن مقبولا من طرف إحدى الأجنحة الفاعلة داخل المكتب التنفيذي ؟

8) هل شهدت الفترة النيابية السابقة خلافا و تصادما نوعيّا يذكر بين المكتب المتخلّي – الذي عاد أغلبيّته إلى التشكيلة – و المكتب التنفيذي رغم أهميّة الملفّات التي كانت مطروحة على الساحة النقابية داخل القطاع و الاتحاد و السياسية داخل البلاد و التي تعاملت معها القيادة البيروقراطية بأسلوب ميزته مهادنة السلطة و تمرير مشاريعها ؟

9) هل مثّل الأسلوب الذي اعتمدته النقابة المتخلّية – و العائدة في أغلبها – طيلة السنوات الخمس الماضية أيّ حرج للقيادة البيروقراطية سواء في الملفّات القطاعية – قيمة المنح / التقاعد / ملفّ التعليم / المطرودون...- أو في الملفّات الأخرى – التزكية / المفاوضات الاجتماعية / الحوض المنجمي / المسألة الديمقراطية داخل المنظمة / التجريد...- ؟

هذه بعض الأسئلة التي نترك لغيرنا الإجابة عليها متعهّدين بالعودة لاحقا إليها و إلى عناصر أخرى هامّة في استبيان نتائج مؤتمر الثانوي هذا المؤتمر الذي ستكون الفترة القادمة محدّدة في توضيح نتائجه كما كانت السنوات الخمس الماضية فيصلا في توضيح نتائج مؤتمر 2005 " آملين " ألاّ يعيد التاريخ نفسه في شكل مهزلة أو مأساة - بل و مأساة -.

نقابي من قطاع التعليم الثانوي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire