15/01/2010

رسالة مفتوحة إلى أعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي

رسالة مفتوحة إلى أعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي
الحبيب بوعجيلة ،أستاذ ، ناشط سياسي و نقابي
انتهى مؤتمركم كما كان لابد له أن ينتهي وتخفت بعد أيام حرارة الحملات الانتخابية المتقابلة بحلوها ومرها لتتوجه هممكم إلى قيادة القطاع في دورة نضالية جديدة تؤسس للقادم بعد أن أصبحت الدورات السابقة في ذمة التاريخ بأخطائها و نجاحاتها ولن يبقى منها غير العبرة نستخلصها من لحظاتها الماضية تضيء لنا سبيلنا المقبل
اختنا ...إخوتنا
إن تشكيلتكم الحالية وبقطع النظر عن طبيعة الطيف السياسي المتعدد الذي تنحدرون منه هي في آخر التحليل ليست سوى إفراز ديمقراطي لصندوق عبر عن إرادة المؤتمرين بقطع النظر عن المنطق الذي حكم هذه الإرادة وبمعزل عن مواقفنا المختلفة من غرابة هذا المنطق أو مناصرتنا له . ويهمني في هذا الإطار أن أذكركم بأنكم الآن جميعكم بلا استثناء إنما تعبرون عن إرادة القطاع وأنكم ملزمون بالدفاع على مصالحه وقيادته في المحاور النضالية التي يختار خوضها بمعزل عن تقديراتكم السياسية وتوجهاتكم الايديولوجية ...إن انتماءاتكم السياسية التي تعبر مبدئيا عن الحراك الديمقراطي الوطني التقدمي المناضل في القطر يجب أن تكون رقيبا أخلاقيا على مدى كفاحيتكم وإخلاصكم لإرادة قواعدكم دون أن تتحول هذه الانتماءات إلى عوامل أضعاف فتغرقكم في استقطابات داخلية لطالما أرهقت القطاع وعطلته عن انجاز طموحاته ومهامه وساهمت في تغييب القاعدة عن مواقع الفعل وعمقت العزوف واللامبالاة والملل من الانخراط في الفعل النضالي من موقع الشراكة المتحمسة وحولت هياكلنا إلى مواقع تنازع يستنسخ واقع حركة سياسية وطنية مرهقة بصراعاتها الوهمية ومعاركها المزيفة ولا سبيل في رأيي لتجاوز هذا الواقع المأساوي إلا بان تباشروا قيادتكم الجديدة في جو من الوفاق الكفاحي على أساس خطة نضالية واضحة العناوين ومحددة الآجال و واقعية الطموح تأخذ بعين الاعتبار توازنات معلومة في الزمان والمكان ولا سبيل إلى صياغة هذه الخطة الوفاقية النضالية إلا عبر تشريك للقاعدة الأستاذية والاستماع إلى إيقاع طموحاتها بداية من الاجتماع العام إلى هياكل القرار الجهوية والقطاعية . ولابد من التذكير بان طموحات القواعد لا تتجاوز اليوم أن تتخذ قيادتها بقوة كتاب الدفاع على مصالحها المهنية بعيدا عن كل أشكال العراك الوهمي الذي استنزف طاقات القطاع تارة باسم الدفاع عن الديمقراطية داخل المنظمة وطورا تحت مسميات متعددة تتغير بتغير الناطقين باسمنا
اختنا ...إخوتنا
إن طبيعة قطاعنا باعتباره احد أهم القطاعات النوعية في منظمتنا العتيدة يظل دون شك معنيا بالقضايا الكبرى التي يواجهنا شعبنا قطريا وامتنا في عموم الوطن الكبير و إن تعدد انتماءاتكم السياسية المتوزعة على مواقع مختلفة تتباعد حينا وتتقارب حينا آخر في مجال المعارك السياسية القطرية والقومية لا يمنعكم من تمثل سقوف نضالية مشتركة تؤسس على الجامع وتتجنب التنازع على مواطن الاختلاف .وفي هذا الصدد يهمني أن أذكركم بان التحديات الكبرى التي تواجهها امتنا في هذه اللحظة التاريخية الرهيبة تجعل الاستقطاب الأساسي الذي يحكم صراع القوى في ساحتنا العربية هو الصراع بين قوى المقاومة والصمود والمواجهة للمؤامرة الامبريالية الصهيونية وقوى التخاذل والاستسلام و إن صراعا بهذا الوضوح لا يحتاج إلى معجم ايديولوجي حزبي ضيق لفهمه وتحديد موقعنا ضمنه وان الإخلاص إلى رصيد المنظمة والقطاع في الانتصار إلى قضايا الأمة التي لا تخفى اليوم عناوين المدافعين عنها في فلسطين ولبنان والعراق يحتم عليكم أن تتجنبوا مظاهر الإغراق في تفاصيل القراءات الخطية للاضطلاع بمهامكم في تمكين القطاع من المساهمة بدوره السياسي والثقافي في نصرة قوى المقاومة والتحرر في وطننا العربي بعيدا عن الاعتبارات الصغيرة مهما كان عنوانها
اختنا ... إخوتنا
لقد كان قطاعنا بمكوناته البشرية والتنظيمية فضاء لمختلف الناشطين في الشأن السياسي القطري وهو ما يجعلكم مضطرين باستمرار إلى تحمل مسؤولية الإشراف على قيادة القطاع والتعبير عن مواقفه في معارك الحريات والديمقراطية في القطر ولا شك إن تنوع أطيافكم السياسية كما هو بين قد يكون سبيلا إلى تباين في وجهات نظركم في هذه المسائل غير أن ذلك لا يمنع ايضا من تحديد عناوين عامة تكون بوصلتكم في تموقع القطاع داخل هذه المعركة ولن يكون ذلك ممكنا إلا بالالتزام بمبدأ الانتصار لحرية التعبير والتنظم واحترام الحريات الفردية والجماعية والانخراط في النضال من اجل حياة سياسية أفضل بعيدا عن كل مظاهر الاصطفاف الحزبي أو الانحياز للتكتلات القائمة مهما كان موقفنا منها بما يضمن الحياد النضالي الايجابي للقطاع ويجنبنا ويجنبكم مخاطر ما قد يطرأ على علاقاتكم من اختلافات في هذه القضايا
اختنا ..إخوتنا
تقدمون على دورة نضالية جديدة نتمنى لكم فيها النجاح وليكن دأبنا ودأبكم قول احدهم لولي الأمر لا خير في أن لم اقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها ...وفقكم الله وجعلكم ممن تستمعون القول فتتبعون أحسنه .
الحبيب بوعجيلة
صفاقس 13/01/2010

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire